صلاح الساير: روسيا المرتعبة في جنيف

بعد أن ضجّت المنطقة بالتهديدات الأميركية للنظام السوري، وعجّت البحار بالمدمرات قاذفات الصواريخ والأساطيل حاملات الطائرات، وبعد أن حبس العالم أنفاسه بانتظار الضربة الأميركية الوشيكة على مواقع عسكرية محددة في سورية، توقفت القعقعة والقرقعة، فجأة، وعاد الناس يتابعون أخبار الاتفاق الروسي ـ الأميركي حول تسليم بشار الأسد لسلاحه الكيماوي!
هذا التوقف المفاجئ أشعل نار الإحباط في صدور المتحمسين للضربة العسكرية، وكأنها ضربات ترجيحية في لعبة كرة القدم وليست دمارا وخرابا، وغابت عن الاذهان بشاعة الوضع الراهن في سورية، حيث الجماعات الجهادية متواجدة هناك ولا ضمانة لعدم وقوع الاسلحة الكيماوية في يد تلك الجماعات في حال تعرض سورية لضربات عسكرية قد تثير الفوضى وتخلط الحابل بالنابل.

صحيح أن أميركا تخشى على أمن إسرائيل في حال حدوث الفوضى الناجمة عن الضربة، غير أن المؤكد خشية روسيا على أمنها، فأسلحة الدمار الشامل قد تتسرب إلى الجماعات الشيشانية المسلحة والمناوئة لروسيا، وذلك سيناريو مرعب دفع الروس لتسريع عقد الاتفاق حول نزع هذه الأسلحة وتدميرها قبل فوات الأوان.

السيطرة على الأسلحة الكيماوية الموجودة في سورية من شأنها تحصين الجوار السوري وذلك أمر حسن، كما أنها تقلل من القدرة العسكرية الفتاكة لدى هذا النظام، الأمر الذي يمهد الطريق للحكومة الانتقالية (الائتلاف) للعمل في الداخل حيث الناس هدها الموت والانتظار.

www.salahsayer.com
المصدر جريدة الانباء

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.