عبدالله سهر: هذيل… رحلت على بياض مزن غامر

لم يتسن لي معرفته لأكثر من سنتين فقط كانتا غامرتين بالود والألفة انسحبت من معرفتي الطويلة بوالدته السيدة المفضالة سعاد الرفاعي وأخواته الموقرين بنات المرحوم الدكتور الفذ نائل النقيب. الدكتور هذيل شاب واعد صاعد كنجم وضاء في كبد سماء حالكة… ما لبث ان خفت بعد ان أنشدت له الأنظار من بُعد قبل ان يكون ذلك من قرب.يا حسرة على العباد… ويا الله لا حكم الا حكمك ولا لنا الا الرضاء بقدرك… فرحمتك يا رب من فيض الحزن الذي ألم بنا وبأهله وعلى رأسنا السيدة النجيبة أمه التي لها من الفضائل ما يجعلها أما للفضائل. الدكتور هذيل صديق من أول نظرة كالحب العفيف عندما يعتري العاشق من بعد لقاء عابر سريع. طبيب قد عبر الزمن بحلية الأخلاق… وديع صادق طيب ودود ينطق بذلك خلقه وخليقته. عندما تطلب منه لا تجد الا الرد الجميل المتفائل، من إنسان يعمل على حب الناس أكثر مما يعمل لحبه لنفسه. لا مبالغة في ذلك ولا مراء لكنها خصائل انسان قل زماننا ان تخفق بوجوده ساعات نادرة تجري بسرعة في حين مرور مزن خير بيضاء. لا عجب في ذلك… فبياض انسانية الدكتور هذيل مستلة من بيت عامر بالنبل والتربية على الخير الذي أفاض بكرم أياد بيضاء تصنع خيرا في كل مكان تحل، وهكذا عندما ترحل تزرع ورثاً وفيرا نابتا من غنى السيرة وجميل السريرة. لذا وان غيبتك المنية جسدا لكن روحك لا تزال تهطل بخير مزن غامر بالحب والوفاء وكثير العطاء. لا أعلم يا هذيل من أؤبن… أهلك أم أمك أم أخوتك أم زملائك أم نحن ممن عرفوك أو لم كانوا من التواقين لمعرفتك… دعني يا هذيل أقول وأنت بين يدي الله، رحمك الله وألهمنا جميعا وعلى رأس كل هؤلاء السيدة أمك فليس لنا الا القبول والصبر وإنا لله وإنا إليه راجعون.

د.عبدالله يوسف سهر

المصدر جريدة الوطن

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.