لنخرج كلنا اليوم الى حيث الفرح والمرح.. لنخرج بعد ان ضاقت بنا الدنيا واسودت الرؤية في عيوننا.. لنخرج حيث الحياة.. حيث الشمس الجميلة والهواء الذي يعلن قدوم الشتاء بنسمة منعشة.. حيث الالعاب النارية التي ستضيء سماءنا، بعد ان اظلمت ليالي طويلة كما اظلمت قلوبنا.
ستغلق الطرق وسيتزاحم الناس وسينتشر رجال الأمن.. وستمنع السيارات.. وستباح التجمعات في يوم لطالما اشتقنا اليه وانتظرناه.. وبالكويتي ولهنا عليه.. ولهنا على الفرحة ولهنا على الضحكة ولهنا على الوناسة.
شتان بين ما شهدته منطقة الابراج في شارع الخليج قبل ايام وما تشهده اليوم.. ذلك المكان الذي ستقام فيه احتفالات الذكرى الــ50 للدستور الكويتي.. وآن لنا ان نستبدل تلك الذكريات الصعبة علينا بكل همومها وكل تداعياتها على الجانبين.. فكل كويتي مهما كان موقفه.. وبعيدا عن الخلافات والنزاعات.. لا يرغب ابدا في ان يرى اخاه وفي أي موقع كان في سوء.. لاننا مهما اختلفنا ومهما تنازعنا.. لا نقوم الا بلحمتنا وتعاضدنا.
اطفالنا عاشوا الهم والخوف معنا.. وارتعبوا من مناظر لم يعهدوها في بلدهم.. فأصبحت احاديثهم تكبرهم وبسمتهم تصغرهم.. لنخرج معهم ليروا الجانب الآخر الذي طالما افتقدناه في حياتنا بالكويت.. ولنبتهج قدر ما نستطيع لنعوض ما اصابنا من قلق وكآبة وخوف واضطراب جراء كل ما حصل في الايام الماضية.
لنخرج الى الشوارع التي تصادم فيها اهل الكويت بعضهم ببعض.. لنخرج ونمحو بأقدامنا آثاراً معيبة خطتها أرجل نهجت طريقا لم نرغبه ولم نرده.. لنخرج ونرفع رؤوسنا الى السماء واعراس دستورنا تضيئها.. لنخرج لنقول للعالم اننا نختلف ونحتد.. ولكننا نلتف ونهتف بكل فخر لدستور حمانا وصاننا.. وكان سدا منيعا امام كل امواج البحر الهائج التي كادت تمحو امننا واستقرارنا.
إقبال الأحمد
iqbalalahmed0@yahoo.com
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق