المؤلفة «جيوبهم» هم أقوام يرفعون شعارات الاصلاح ويتباكون على الوطن نهارا، وفي المساء يجتمعون لتوزيع الغنائم فيما بينهم، انهم يتكاثرون كالجراد مع كل موسم حصاد، فالميزانية هي ربيعهم الزاهي، والمناقصات هي سقيا خير وصيب نافع، فالمؤلفة قلوبهم يتبعهم العاملون عليها من الذين نصبوا خيامهم وأقاموا عزبتهم في مفاصل الدولة فهم المتنفذون في مراكز القرار والمتحكمون في مصير المشاريع، فهؤلاء القوم من أكثر النماذج نجاحا في التآلف والتكامل بين القطاعين الخاص والحكومي، فالمؤلفة جيوبهم هم مجموعة من المهاجرين للقطاع الخاص والانصار هم المتنفذون في القطاع الحكومي فكلهم في المصلحة اخوة متحابون متوادون لا فرق بينهم الا بنسبة العمولة، وفي جولة سريعة على الشركات الشهيرة في الكويت وفي خانة البحث عن الملكيات تجد ان الكثير من اسماء كبار الملاك من المنتمين الى طائفة المؤلفة جيوبهم وممن ينتمون أيضا الى تيارات سياسية ترفع شعار الاصلاح صباحا وتخطط لحصد الارباح مساء مع طائفة الانصار العاملين عليها، ويا ليتهم يمارسون الفساد باتقان، ولكنهم مفسدون غير منجزين فهم يمارسون الخدع البصرية ويضعون امام الجمهور مجسما للمشروع وعند موعد التسليم يختفي المشروع على ارض الواقع، انهم يبيعون الوهم وحالهم كحال صاحب مطعم عراقي دخل عليه احد الزبائن وطلب مرق لحم ولما جاء طلبه وإذ به صحن به مرق دون لحم احتج الزبون وسأل اين اللحم؟ قال له صاحب المطعم «يعني شاي الاسد بيه أسد والا شاي الوزة بيه وزة؟» فهكذا يدير الفاسدون فسادهم بفساد اعظم وأفسد، فقد وصل اليأس بالناس الى درجة الموافقة على اباحة السرقات الكبرى بشرط ان يكون الحرامي على قدر قليل من الشهامة بحيث يكمل المشروع ولو أكل نصفه، فكل حرامية المشاريع في العالم يتمتعون بشيء من الحياء والشفقة إلا الحرامي المحلي فهو لا يبقي ولا يذر (حرامي وعينه قوية) ينهب المناصب القيادية لأتباعه وينهب الميزانية لجيبه، بينما المواطن ينتظر حنطور التنمية من دون جدوى.
info@redlinekw.comا
المصدر جريدة الانباء
قم بكتابة اول تعليق