صباح الأحمد.. الحكمة والقانون: إضاءة على مسيرة صاحب السمو

«صباح الأحمد.. الحكمة والقانون» هو كتاب صدر للباحث في تراث الكويت والجزيرة العربية أحمد بن برجس، ويقع الكتاب في 148 صفحة من القطع المتوسط والغني بالصور والمقدم بطباعة فاخرة ليلقي الضوء على السيرة الذاتية لصاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، والذي قدم للوطن الكثير من الإنجازات التي ستظل خالدة في ضمير التاريخ.

كتب مقدمته محسن ذعار ابورقبة العتيبي الذي أثنى على الكتاب الذي ذخر بالصور الواقعية عن المهام التي قام بها صاجب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد وعن النجاحات التي حققها سموه بحكمة وصدق وخبرة عالية المستوى جعلته جديرا بكل الألقاب التي منحها لسموه قادة العالم من خلال اللقاءات التي كانت تتم في المحافل الدولية، وخصوصا في الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال 40 عاما ومن أبرزها «عميد الديبلوماسية في العالم» و«المدافع الأول عن حقوق بلدان العالم الثالث وشعوبها» و«رافع لواء القضية الفلسطينية».

أيضا قال فيها: لقد ضم هذا الكتاب بين دفتيه كلاما فيه كل الصدق وفيه الرغبة الجارفة في ان يوضح للشعب الكويتي، خصوصا والى الشعب العربي عموما، بعضا من انجازات قائد فذ وسياسي عنيد لا تلين له قناة في مواجهة المستحقات على جميع الأصعدة.

واضاف «مرت بالكويت أحداث جسام برهن صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، من خلال تصديه لها على ان الكويت بشعبها المتلاحم مع قيادتها اكبر بملايين المرات من حجمها الجغرافي والديموغرافي».

وقال عن الكتاب «ان هذا الكتاب دليل يهتدي به القارئ الكريم على المسيرة التي قطعها أميرنا المفدى وهو يعالج قضايا الوطن في الداخل وقضايا العالم في قاراته الخمس، وهذا امر طبيعي لأن صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، حفظه الله، احد رجالات الكويت البارزين، الذين امتزجت آراؤهم وثقافتهم السياسية والحضارية بمواقفهم الوطنية والقومية، وبفضل حكمة سموه ورجاحة عقله التقت ارادته مع ارادة الشعب فأثمرت تواصلا بالرؤى وتماسكا وتلاحما كشفت عنه وأكدته مرة بعد مرة المواقف والأحداث المتعددة، انني ادعو المؤلف الى مواصلة الكتابة عن عظماء الكويت الذين تركوا بصماتهم على صفحة تطوير الكويت واعلاء شأنها، ما جعل هذا البلد قويا وعزيزا ومحصنا في وجه الطامعين، اسأل الله ان نوفق جميعا، كل في مكانه، الى ما فيه الخير والرفعة لبلدنا الحبيب الكويت وان يلهمنا سداد الرأي والرشاد لخدمة الكويت تحت قيادة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد وسمو ولي عهده الأمين».

وفي افتتاحية الكتاب قال بن برجس: تنهض الأمم من خلال عظمائها، وتخلد بهم ومن حكمة الله ـ عز وجل ـ ان جعل لكل شعب عظيما يقوده كما يقود الربان السفينة الى بر الأمان وسط تلاطم الأمواج في وجه العواصف والأحداث، فيسير الشعب وراءه بثقة واطمئنان مانحا اياه الجهد والإخلاص بالعمل، ويستنير بحكمته ودرايته وقدرته وبعد نظره وشجاعته لتتحقق الأهداف، وتتحول الأحلام والأماني الى حقيقة واقعة، وما يجدر بنا ان نحمد الله عليه اننا في دولة تنعم في ظل حكامها الحكماء الذين تعاقبوا على حكم هذه البلاد الطيبة بالقدر الذي تكون به هذه البلاد غنية بشعبها الوفي بولائه وحبه لحكامه الأفذاذ وتراب بلاده الغالي، لقد استطاع صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد بما يملك من دراية وحكمة ونفاذ بصيرة ان يتخطى المصاعب والعراقيل الطبيعية احيانا والمفتعلة احيانا أخرى، فقد أدرك سموه عمق المشاكل وتشعبها في كل الأوساط قريبها وبعيدها فواجه التناقض بين الأنظمة العربية كما واجه الأطماع الدولية في الثروة التي حبا الله الكويت بها».

واضاف لقد كان للدور الرائد والمتميز لصاحب سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد خلال الـ 40 عاما التي أمضاها رئيسا للديبلوماسية الكويتية والذي لا يمكن الإحاطة به في سطور وصفحات بل يحتاج الى مجلدات لكثرة ما حفلت به تلك الفترة من أزمات معقدة بل ومستعصية على الحل بعضها مزمن وبعضها طارئ والكثير منها مفتعل ومغرض وذو مرام ضالة ومضللة.

واضاف ان سمو القول هبة من الله جل شأنه يهبها لمن يشاء من عباده فقد وهب سمو الامير من بين ما وهبه الله من طيبة قلب وسماحة نفس ووفاء وإخلاص للكويت وأهلها وحب للإنسانية جمعاً وهبة الله أيضا سمواً في القول وفصاحة في الكلام.

وعن الأقوال السامية لسموه ذكر الكاتب «عن غياب جابر الأحمد جابر الأحمد اننا: نلتقي اليوم في وحشة الغياب ومرارته، بقلوب عامرة بالإيمان بقضاء الله وقدره، يجمعنا حب قاطع لفقيدنا الراحل الكبير صاحب السمو الأمير الشيخ جابر الأحمد الصباح، رحمه الله وطيب ثراه وجعل الجنة مثواه، أمير عادل وربّان حكيم، وقائد من طراز فريد، قلما جاد الزمان بمثله، زاهد في متع الدنيا، مخلص في حب وطنه، وهو القائل: «الكويت هي الوجود الثابت، ونحن الوجود العابر».

فقيدنا العزيز رحمه الله، رجل الإيمان الصادق وداعية الوسطية والاعتدال، ومالك الرؤية الثاقبة، صاحب الفكر المؤسسي، وباني نهضة الكويت الحديثة، سنيد الحرية والديموقراطية، وداعم العلم والإبداع والمعرفة، جامع الأصالة والمعاصرة.

فقيدنا الغالي رحمه الله، سبّاق الرؤى والمبادرات التي انفردت بها الكويت، فأكسبتها المكانة المرموقة التي تستحق في محيطها والعالم، صاحب الأيادي البيضاء والمواقف المشهودة في دعم قضايا امته العربية والإسلامية وقضايا العالم العادلة.

إنه الرجل الذي وضع الكويت في عينه وعقله ووجدانه، وسيبقى اسمه محفورا في ذاكرة الكويتيين، رمزا تاريخيا، ونبراسا هاديا بمكارمه وسجاياه، ونحن على عهده باقون، وندعوك اللهم أن تلهمنا صبر المؤمنين وأن تجعل لنا من امرنا رشدا، يا رب العالمين.

ثقته بأهل الكويت

يحسب للشعب الكويتي الأبي ما أبداه من مشاعر الولاء والإخلاص والوفاء لوطنه ولرموزه الوطنية وتجسيده التلقائي للوحدة الوطنية المعهودة، ويحسب كذلك لمجلس الأمة الموقر، رئيسا وأعضاء، بما اتسمت به خطواته الحكيمة من وعي ورؤية وممارسة راقية، وتغليب المصلحة الوطنية العليا، وذلك في إطار نظامنا الدستوري الراسخ، كما يحسب ايضا للأسرة الحاكمة ما اكدته من حرص على وحدة الصف والكلمة، والتزام بثوابت الكويت الوطنية، مثمنين ايضا بالتقدير الدور البناء لصحافتنا المحلية وما اظهرته من حرص وإدراك لمصلحة وطننا الكويت لدى تناولها ومتابعتها لتلك التجربة.

حب الكويت

إنها الكويت وأهل الكويت، بما عرف عنها وعنهم من خصوصية متفردة ارسى دعائمها الأولون، وتعززت واستقرت عبر الأجيال المتعاقبة، ويحق لكل كويتي ان يعتز بها ويفخر.

استشراف المستقبل

بكم ومعكم ومؤازرة ابناء الكويت جميعا نبدأ كتابة صفحة جديدة في تاريخنا المعاصر، ونحن نتطلع الى غد واعد بإذن الله.

إقرار الحقوق السياسية للمرأة

إن بلدنا العزيز ليس بمعزل عما يحدث في العالم من تطورات وتغيرات متلاحقة، ندرك جميعا حجم تأثيراتها على حياتنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية ولعله من حسن الطالع ان يأتي لقاؤكم هذا وقد تمت نقلة نوعية كبيرة في مسيرتنا الديموقراطية وذلك بإقرار الحقوق السياسية الكاملة للمرأة الكويتية.

بناء الاقتصاد الكويتي

أتاحت التطورات الإيجابية على الصعيدين الإقليمي والدولي لنا فرصة لإعادة بناء مقومات اقتصادنا الوطني، وتحديث مجتمعنا لمواكبة العصر، من خلال رؤية طموحة طويلة المدى لبناء الكويت كمركز مالي وتجاري حديث في هذه المنطقة الحيوية التي تعج بالمتغيرات السياسية والاقتصادية المتسارعة.

إن الغاية من هذه الاستراتيجية هو نقل واقعنا الاقتصادي القائم على الاعتماد شبه الكامل على النفط، الى اقتصاد تتنوع فيه مصادر الدخل والنشاطات الاقتصادية، وتستغل فيه طاقات ابنائنا الإبداعية لتتفاعل مع هذه التطورات الإيجابية في الاقتصاد العالمي لخلق فرص عمل جديدة ومتنوعة لشبابنا، وتحقيق الرخاء للمواطنين والتنمية للوطن على اسس مستدامة، وبما يكفل فرص العيش الكريم لأجيالنا القادمة.

اهتمامه بالنشء

إن أغلى ثرواتنا هم أبناؤنا، وأفضل استثماراتنا الاستثمار في تنمية قدراتهم ومهاراتهم، فهم محور اي تنمية وغايتها ووسيلتها، والتنمية الحقة هي التي تتخذ من الإنسان محورا ومن العلم سبيلا ومن الاخلاص دافعا، وأكبر أمنياتي وتطلعاتي بناء الإنسان الكويتي وتنمية قدراته، ليكون قادرا على بناء وتنمية وطنه.

حب العمل

إن العمل هو الحياة، وهو الواجب الوطني الذي يقوم به كل فرد منا تجاه الكويت، وعلى كل واحد منا وهو يقوم بهذا الواجب ان يراعي الله في عمله وأداء واجبه بأمانة وإخلاص، وذلك من أجل الكويت، الوطن الذي أعطاه الكثير ولا يطلب منه سوى الإخلاص والوفاء والولاء له.

حبه للكويت وأهلها

إن الكويت هي الوطن والوجود والبقاء والاستمرار، وعلينا أن نكرس حياتنا من أجلها، وأن نكون قلبا واحدا في السراء والضراء، وأن نحميها ونصونها، وألا نجعل المنافع الذاتية والمصالح الشخصية تملأ تفكيرنا وتسيطر على عقولنا.

وقال الباحث أحمد بن برجس ان عهد صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الاحمد ودوره ورؤاه وانجازاته ستذكرها الاجيال القادمة بكل فخر بمواقفه الانسانية واسهاماته المتميزة على الصعيدين المحلي والدولي وهو احد اهم الشخصيات السياسية الفاعلة في العالم.

المناصب التي شغلها سموه

٭ عضو اللجنة التنفيذية العليا لتنظيم مصالح الدولة الرئيسية 1945.

٭ رئيس دائرة الشؤون الاجتماعية والعمل، دائرة المطبوعات والنشر عام 1955.

٭ وزير الإرشاد والأنباء عام 1962.

٭ وزير الخارجية ابتداء من 28 يناير 1963 واستمر متقلدا هذا المنصب في جميع الحكومات التي شكلت منذ عهد الاستقلال وحتى 20/4/1991.

٭ وزير المالية والنفط بالوكالة في الفترة من 2/2/1971 حتى 3/2/1975 بالإضافة إلى منصبه وزيرا للخارجية.

٭ شغل منصب وزير الداخلية بالوكالة بالإضافة إلى منصبه نائبا لرئيس مجلس الوزراء ووزيرا للخارجية في الفترة من 4/3/1981 حتى 9/2/1982.

تولى منصب النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية في 18/10/1992.

٭ رئيس مجلس الوزراء في 14/7/2003 حتى 28/1/2006.

٭ تولى سموه رئاسة لجنة مساعدات الخليج عام 1963.

٭ الرئيس الفخري للجنة الشعبية لجمع التبرعات.

٭ رئيس المجلس الأعلى للبترول.

٭ رئيس المجلس الأعلى للبيئة.

٭ رئيس الهيئة العليا لسباق الخيل ورعاية رياضة الفروسية في الكويت، وسموه من أكبر مشجعي هذه الرياضة وهو مؤسسها، ولسموه الدور الأكبر في إنجازات هذه الرياضة، وقد اهتم سموه بالفروسية وسخر لها جميع الإمكانيات الإدارية والفنية على أعلى مستوى.

كما ترأس سموه جهات أخرى عديدة يصعب حصرها.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.