حين تقوم بنزهة إلى شواطئ الكويت ومرافقها العامة ستشعر بالحسرة كردة فعل أولية على ما يقوم به الناس من انتهاكات بيئية، وأنانية تجعلهم يستمتعون بهذا المرفق تاركين ما يخلفونه من قمامة دون حتى أن يحاولوا تنظيف المكان بعد أن استمتعوا بوقتهم فيه.
تتوافر الكثير من الأماكن العامة الجميلة والمجانية أو ذات السعر الرمزي بالكويت، وهي ميزة جميلة لكن التعامل مع هذه المرافق هو تعامل غير حضاري، فيهمل البعض تنظيف مكانه بعد أن يغادره رغم أن كل ما يتطلبه الأمر هو أن يرمي فضلاته في القمامة القريبة منه، ولا يحتاج الأمر إلى أي بطولات بل يقابل هذا الفعل البسيط بالتجاهل.
كما أن انتشار ظاهرة الشواء بين الشوارع وإلى جانب الإشارات المرورية وبشكل واضح للعيان يعطي منظراً غير حضاري البتة، حيث يجب تخصيص أماكن معينة أو حدائق عامة لهذا الشيء، ولكن أن يتم في الشوارع وعلى الأرصفة فهو منظر بشع، ناهيك عن الخطورة التي قد تصيب الأطفال الذين يجتازون الشوارع أمام السيارات المسرعة، هذا غير القمامة والقاذورات التي تترك في المكان.
عدم احترام نظافة البلد وعدم المحافظة على بيئته هما تصرفان غير حضاريين، ولا يمكن ردعهما إلا بالقوانين الصارمة لأن هناك الكثير من البشر لا تهمهم المصلحة العامة للبلد، وكل ما يهمهم متعتهم الوقتية.
هؤلاء الناس المهملون هنا هم نفسهم من يحترمون القوانين بالدول الأخرى، ويحترمون نظافتها خوفا من الغرامات والعقوبات؛
لذا يجب فرض غرامة مادية كبيرة على من تسوّل له نفسه العبث بنظافة البلد وتدمير بيئته.
كم هو مؤلم أن يتعمد الإنسان إيذاء بيئته في وقت يعاني الكثير في بلدانهم الحرمان من ميزة العلم بسبب نقص المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية التي هي حق الأطفال، فعلى سبيل المثال في باكستان لا يستطيع الأطفال تحقيق إمكاناتهم في التعلم بسبب سوء الأحوال الصحية والبيئية، حيث يصاب 400 مليون طفل في العالم وهم في سن الدراسة سنوياً بالديدان المعوية لسوء بيئتهم، والتي تظهر البحوث أنها تستنزف قدراتهم على التعلم.
مرعب هذا التناقض بين شخص لا يستطيع إكمال تعليمه بسبب سوء الخدمات الصحية والبيئية، وشخص يتوافر له كل شيء ويختار أن يعبث بسلامة بيئته!
قفلة:
أقترح على وزارة التربية أن تخصص مناهج تتحدث عن البيئة وتغذي الطلبة بمعلومات تفيدهم لتحد من انتشار التلوث البيئي، مع تعريفهم بالاحتباس الحراري وأسبابه لاسيما أنها في تضاعف مستمر؛ للممارسات التي يقوم بها الإنسان.
المصدر جريدة الجريدة
قم بكتابة اول تعليق