من منا لا يتذكر «افتح يا سمسم»، ولا يتذكر موسيقى البرنامج.. من منا لم يتعلم من «افتح يا سمسم».. كم تسمّرنا أمام شاشات التلفزيون، وكذلك أبناؤنا نقول ما يقول ابطاله ونردد ما يرددون، فكانت الحصيلة مجموعة من القيم والأخلاقيات، والأكثر حصيلة لغوية ذات قيمة.
مؤسسة الانتاج البرامجي المشترك، التي شهدت فترة من الخمول والنوم في السنوات السابقة، بدأت تستفيق وبدأت عجلة العمل تدور، كما عرفنا من المدير التنفيذي للمؤسسة، السيد عبدالمحسن البناي، الذي قدّم عرضا شيقا للبرامج التوعوية لكل أفراد الأسرة والمجتمع في ورقة قيمة قدمها في منتدى الطاقة وقضايا المجتمع، الذي عُقد بالكويت الشهر الماضي.
تضمن العرض مجموعة من البرامج التوعوية الموجهة للشباب، وأخرى للأطفال وغيرها للأزواج، وكل افراد الاسرة استكمالا لمشروع «افتح يا سمسم»، الذي أعيدت الروح فيه مرة أخرى، تم إنتاجها وهي جاهزة للانطلاق.. ولكن.
بعد أن انتهى العرض تساءلنا بيننا وبين أنفسنا: أين كل هذه البرامج الشيقة من العرض؟ أين هي من التلفزيونات والمحطات الفضائية الخاصة والحكومية؟ ولماذا هي حبيسة الأدراج والمكاتب؟ لماذا لم تر النور حتى الآن؟ فلم نجد الجواب، الأمر الذي أوحى إلينا بأن هناك أمورا تنتظر البت فيها لتخرج هذا الطاقة الى الملأ، ويشاهدها ويستفيد منها أهل الخليج والعرب كلهم.
ومع اعتقادي الشديد بأن المعلومة اليوم حتى تصل الى الطفل أو الشاب لا بد أن تكون باللغة والأسلوب الذي يفهمه حسب ثورة التكنولوجيا والاتصالات التي ما إن نستوعب مرحلة حتى نفاجأ بأنها أصبحت متخلفة عن اللاحقة لها.
وهذا يعني أن كل هذه المواد الإعلامية لمؤسسة الإنتاج البرامجي، إذا استمر التردد والبطء في تحويل الأفكار الى واقع عصري يشاهَد ويُسمع فورا من دون أي تأخير.. ستكون مواد متخلفة لا يفهمها إلا من هو متخلف مثلها من حيث لغة الاتصال.
أطفال اليوم غير أطفال الأمس، وشباب اليوم ما هم بشباب الأمس.. وكذلك أطفال وشباب الغد مختلفون كليا عن اليوم.. وإذا لم تواكب العصرنة والتطور المتلاحق أي مواد إعلامية، فلن يفهمها أحد.
يا حبذا لو تم الإفراج عن كل هذه المواد في سلسلة الانتاج البرامجي المشترك التي قامت عليها مجتهدة الادارة الحالية، فالساحة الإعلامية في المنطقة أحوج ما تكون للتوعية والتوجيه بعد فوضى الأخلاق والحريات التي قلبت بيئة منطقة الخليج والعالم العربي، فاختلط الحابل بالنابل وضاعت الأجيال او تكاد تضيع.
نحن بانتظار أن يشاهد أبناؤنا وأحفادنا «افتح يا سمسم» عصريا، وشبابنا المقبل على الزواج برامج توعوية عصرية، تعطي معلومة ليست جديدة بفحواها، ولكنها عصرية بأسلوبها ولغتها، وهنا لا أملك إلا أن أردد ما تعلمه أبنائي من «افتح يا سمسم»: «لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد».
إقبال الأحمد
iqbalalahmed0@yahoo.com
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق