أعتقد أن الحكومة والمجتمع والأسرة تتحمل جميعها مسؤولية مشتركة في حماية الشباب من الآثار المدمرة للعصبيات القبلية, والطائفية, والفئوية. فما إن تدخل العصبيات الضيقة في أي مجتمع حتى تحوله تدريجياً إلى ساحة صراع شخصانية يتم فيها تحقيق المصالح السياسية الضيقة على حساب الوحدة الوطنية. ولا يمكن في عالمنا المعاصر والذي يتحول تدريجياً نحو الديمقراطية أن تصبح العصبيات والنعرات بدائل عن المواطنة الصالحة والهادفة, بل لم يعد في الامكان أن تتراخى الحكومات الوطنية عن درء شرور المتكسبين السياسيين, وبخاصة عندما يبدأون باستغلال التعصب القبلي, والطائفي, والفئوي للحصول على مزيد من التأثير الاجتماعي أو الأيديولوجي. فالعزف الديماغوجي النشاز بقصد إثارة العصبيات التفريقية بين أعضاء المجتمع, وبهدف تحقيق مصالح شخصية موقتة على حساب الوحدة الوطنية, وعلى حساب الحس الوطني, لم يعد مقبولاً في عالمنا اليوم, بل أعتقد أن الحكومة ومؤسسات المجتمع, بل والأسرة تتحمل جميعها مسؤولية أخلاقية وتاريخية مشتركة في حماية الشباب من هذة الظواهر السلبية. ما يلي هي بعض الاقتراحات العملية لحماية الشباب من العصبيات:
تكريس الحس الوطني في المجتمع عبر برامج توعية وطنية تكون في متناول الجميع.
الاستمرار في توضيح الآثار المدمرة للعصبيات القبلية والطائفية والفئوية السلبية.
توضيح التناقضات الفجة بين محاولة إثارة النعرات وبين تشييد مجتمع الكفاءة.
توضيح العلاقة المباشرة بين العزف المستمر على أوتار العصبيات وبين انتشار المحسوبية السلبية في المجتمع.
الاحتواء الايجابي لطاقات الشباب من كل الشرائح الاجتماعية.
الاستفادة القصوى من شبكات التواصل الاجتماعي لبث التوعية حول المواطنة الايجابية.
التذكير بالآثار المدمرة للعصبيات العرقية, والطائفية, وكشف ما جلبته من كوارث ودمار على مجتمعات آخرى كانت بالأمس القريب آمنة ومستقرة.
اتخاذ إجراءات حكومية حاسمة لمكافحة خطابات الكراهية.
أخذ المؤسسات الحكومة المعنية زمام المبادرة في التواصل المباشر مع الشباب.
تقوية الولاء الوطني عن طريق إعلاء شأن ما يشترك فيه كل أعضاء المجتمع.
البعد عن التكلف والرسميات في التعامل مع جيل الشباب وتحقيق تواصل بناء وفعال معهم.
توضيح تناقض العصبيات البغيضة مع الخلق الاسلامي السوي ومع مبادئ الأخوة الاسلامية.
تدريس التاريخ الاجتماعي المشترك, وجعله جزءا رئيساً في المناهج الدراسية.
إستشراف المشكلات والتحديات التي تواجه الشباب في عالم اليوم ووضع حلول لية وسريعة لها.
مخاطبة الشباب بلغتهم المعاصرة, والتواصل معهم بشكل مباشر, وإشراكهم قدر المستطاع في إيجاد حلول عملية لمشكلاتهم وتحدياتهم.
* كاتب كويتي
khaledaljenfawi@yahoo.com
المصدر جريدة السياسة
قم بكتابة اول تعليق