وليد الغانم: عيب.. يا “المواصلات”

كما كان متوقعا، بل وكما هو مفترض في ظل الاداء الحكومي العام، نكثت وزارة المواصلات مجددا بوعدها بتنفيذ خدمة نقل الارقام في الموعد الذي سبق ان حددته قبل شهر، وهو منتصف مايو، لتفعل الوزارة ما اعتادت على فعله خلال السنوات الثلاث الماضية، من عهد الوزير البصيري، فغيرت موعد الخدمة لمنتصف شهر يونيو المقبل، وبالتزامن مع حكم المحكمة الدستورية في شأن مجلس الامة القائم.

عشوائية الوزارة في تحديد الموعد الجديد واضحة، حيث ان تاريخ 2013/6/15 يصادف يوم راحة رسمية (السبت)، ويبدو أن الوزارة التي عجزت ثلاث سنوات متتالية عن الوفاء بوعدها امام المواطنين في ايام العمل الرسمية، تريدنا ان نصدق هذه المرة انها ستشتغل يوم الراحة للبلد.

لن «نشره» على وزارة لا تحترم اعمالها ولا تملك رؤيتها وتفتقر الى القدرة على اداء واجباتها الضرورية، وظلت ثلاث سنوات يتغير عليها الوزراء ويتبدل الوكلاء، وهي تائهة امام ادارة الشركات الصلبة في فرض آرائها الفنية عليها وغير قادرة على الاعتراف بضعفها امام المسؤولين وامام المواطنين، الذين يعلمون ان ضعف المواصلات واجهة حقيقية للضعف الحكومي العام، حيث تسير امور التنمية والتطوير والانجاز على طريقة «حظك نصيبك»!

طيب، وزارة ما تستحي من تكرار اخلاف وعودها في كل مناسبة هذا شي طوفناه، ألا يوجد احد يسائل الوزارة وقيادييها عن سبب هذا التلاعب؟! ألا يفكر احد في مساءلة وزير المواصلات الحالي عن سبب تغير مواعيده ثلاث وأربع مرات خلال سنة واحدة؟ طيب، ألا يسأل احد: من هم القياديون المعنيون بموضوع نقل الارقام في «المواصلات» من وكلاء ومديرين ومهندسين، والذين تسببوا في احراج الوزراء، الواحد تلو الآخر، في اطلاق المواعيد الخادعة؟ الموضوع ليس خدمة نقل ارقام، الموضوع اداء مؤسسي فاشل وشركات اقوى من الحكومة، وقياديون اغلبهم لا يجيدون اعمالهم ووزارات لا تحترم المواطنين، وغياب المحاسبة الجدية في العمل الحكومي، وهذه اكبر عناوين عجز الادارة العامة للدولة.

سنظل نعيد السؤال المرة تلو الاخرى: كيف نطمئن لقدرة الحكومة على تنفيذ خطة تنموية مليارية، وهي قد عجزت ثلاث سنوات عن اداء خدمة صغيرة جدا، مثل نقل الارقام؟! والله الموفِّق.

* * *

• إضاءة تاريخية «إن لأهل الكويت علينا حقوقاً عظيمة، ولو كان لدي ثروة لقمت بحاجات الفقراء والمحتاجين منهم إلى أن يموتوا» (الشيخ جابر العيش لابنه صباح الثاني).

وليد عبدالله الغانم

waleedalghanim.com
المصدر جريدة القبس

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.