«ملحمة الأمير فرياب» هو اسم رواية جديدة، لمبدع كويتي جديد هو «منير الغربلّي» وهي أوّل طلة له، ومن حيث هذا الاعتبار فإن «الغربلي» يستحق التحية والثناء على ما أبدع.
سار «الغربلي» في روايته والتي اختار لها زمنا موغلا في القدم يعود إلى ما قبل الميلاد، على خطى «يوسف زيدان» في روايتيه «عزازيل» و«النبطي» وأيضا وبصورة مشابهة أو قريبة «أمين معلوف» اللذين يستحضران أزمنة تاريخية قديمة مسرحا لأحداث رواياتهما، وعلى النهج ذاته سار «منير الغربلي» الذي أبدع في إيهام القارئ حول مكان الرواية وزمانها ليكسبها شيئا من الواقعية.
تدور أحداث الرواية في مملكة «فيرونا» والتي حولها «فرياب» إلى إمارة وهو إلى أمير بدل أن يكون ملكا مثل أبيه. «وفرياب» هذا أمير حكيم وعادل وذكي وشجاع، يحكم إمارة جميلة وصغيرة وضعيفة عسكريا، ولها جارة شرقية اسمها «القارة» يحكمها ملك فاسد مستبد أحمق مغرور ويكره جارته «فيرونا» وأميرها.
والرواية جميلة محبكة تماما في شخوصها وأحداثها وسبكتها الدرامية، وأحداثها شائقة وممتعة، ومكتملة البناء.
تقديري للمؤلف وتعظيمي لقدره الأدبي يجعلاني أكثر غيرة عليه وحرصا على أن يكون بناؤه أجمل وأكمل، فحيث أبدع هو كروائي أخفق هو كلُغوي، وأنا هنا ألومه بقدر يسير، ولكني ألوم من شكرهم ممن راجعوا وأرشدوا وقرأوا الكتاب مخطوطا، على ما فاتهم من تلك الأخطاء اللغوية التي ضج بها الكتاب وأنّ وبكى، سواء كانت أخطاء إملائية أو نحوية، بحيث لم تخل صفحة واحدة من صفحاته التي تقارب الخمسمائة من عديد من الأخطاء ما يعني آلاف الأخطاء التي تجرح عين القارئ وتقلل من قيمة الرواية من الناحية الأدبية لدى المتذوقين والنقاد وعشاق القراءة.
وإن خففت اللوم عن المؤلف، فلأنه ليس مفترضا ـ وإن كان مستحبا ـ في كل كاتب أن يكون على دراية لغوية تجنبه الوقوع في الخطأ اللغوي، ولكننا إزاء «صناعة كتاب» وهذا يعني عملا مؤسسيا تتعدد فيه الأيدي والأفكار والعقول ولا يخضع لعامل واحد هو المؤلف.
وبما أن الدار الناشرة هي دار كويتية من حسن الحظ، وهي دار ذات السلاسل المحترمة، فإنني أرجو ان تقوم وعلى الفور بمصادرة النسخ المطبوعة من هذه الرواية، وإعادة طبعها من جديد بعد مراجعتها وتصحيحها لغويا لتظهر للناس كاملة العافية والتمام.
katebkom@gmail.com
المصدر جريدة الانباء
قم بكتابة اول تعليق