مع اشتداد التداعيات الخاصة بالعقوبات الغربية المفروضة على إيران، يواجه كثير من المواطنين صعوبات في توفير لقمة العيش، ما أدى لإجبار بعض الفتيات المتعلمات صغيرات السن للعمل في مجال الدعارة، بدوام جزئي.
باريسا اسم مستعار لفتاة قررت أن تتحدث عن تلك الظاهرة الجديدة في المجتمع الإيراني مع صحيفة واشنطن تايمز الأميركية. وباريسا هذه (23 عامًا) تتسم بالذكاء والثقة بالنفس، وتنتمي للطبقة المتوسطة في البلاد، كما تحمل درجة بكالوريوس في هندسة الكمبيوتر من جامعة آزاد الإسلامية. قالت إنها تبيع جسدها في أيام عطلة نهاية الأسبوع في الشوارع في شمال طهران لتكسب المال.
وأوضحت باريسا أنها تحصل في المرة الواحدة على مبلغ يقدر بـ 80 دولارًا، ما يعادل ثلاثة أخماس ما كانت تحصل عليه شهريًا من شركة تقنية متوسطة الحجم، قبل فقدانها وظيفتها منذ نحو خمسة أشهر. هذا بالإضافة إلى وجود عدد كبير من الشبان الإيرانيين ذوات دوافع جنسية، ينتمون إلى أسر غنية، ولديهم الرغبة والقدرة على التجول في الشوارع من أجل البحث عن المتعة في مقابل المال.
وقالت باريسا: “ما هو الخيار المتاح أمامي؟ فإن تركت طهران وعدت إلى خرم آباد، فهذا يعني عودتي بخفي حنين، ووالداي لن يسعهما مساعدتي في ظل ارتفاع الأسعار”.لفتت باريسا إلى أن الشرطة لا تضايقها أثناء مزاولتها نشاطها في الدعارة، في حين أوضحت واشنطن تايمز أن العقوبة المنصوص عليها في إيران بخصوص فتيات الليل وزبائنهم تصل إلى 100 جلدة والحكم بالسجن.ومن الممكن إعدام الفتاة أو المرأة إن كانت متزوجة، لكن الصحيفة أكدت أنه في ظل النظام القضائي الفاسد في البلاد، من الممكن أن يتم شراء رجل الشرطة مقابل بضعة دولارات.
وأضافت الصحيفة أن فتيات الليل يتفاوضن على قيمة المقابل المادي في شوارع في شمال طهران مع الزبائن عبر نوافذ سياراتهم، وأنهن يتوجهن مع الزبائن في بعض الأحيان ليحصلن على المال في نهاية السهرة، وإن كانت تلك الطريقة تسفر غالبًا عن حدوث خلافات حادة.
وأشارت باريسا إلى حقيقة شعورها بالقلق والخوف على حياتها، رغم أنها ما تزال على ما يرام حتى الآن، مؤكدةً أنها تعرف كيف تعامل الناس. قالت: “لم يعد يهتم أحد بمثل هذه الأمور، ولا حتى في طهران، وبالتأكيد من يدفعون لي مقابل قضاء بعض الوقت معي لا يكترثون لدينهم”.
قم بكتابة اول تعليق