دعا خبراء اقتصاديون كويتيون متداولي سوق الكويت للأوراق المالية (البورصة) الى توخي الحذر مع توالي الارتفاعات القياسية التي تشهدها السوق حاليا نتيجة زخم عمليات الشراء التي انعكست ايجابا وبصورة لافتة على المؤشرات الرئيسية.
وذكر الخبراء الاقتصاديون في لقاءات متفرقة مع وكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم ان دعوتهم هذه “تأتي لئلا تكون هناك حركة تصحيحية قوية في البورصة وذلك على الرغم من أن ذلك مستبعد حاليا”.
وأوضحوا أن ما يمر به السوق حاليا لا يمت بصلة للعمليات الاستثمارية المتعارف عليه بعموم أسواق الأسهم على المستوى العالمي وانما عمليات مضاربية بحتة تستفيد منها كبريات المجموعات وبنسبة أقل شريحة صغار المستثمرين الذين يعتبرون “وقود السوق صعودا أو هبوطا”.
ولفتوا الى أهمية الانتباه الى حركات تصاعد القيم السوقية لبعض الأسهم التي تشهد تضخما كبيرا خلال الشهرين الماضيين لانها الأبرز في ارتفاعات هذه المرحلة وفي مقدمة هذه الأسهم التابعة للشركات الرخيصة والمتوسطة التي لم يتعد سعرها السوقي 100 فلس ومع ذلك فان حركة الدوران عليها صعدتها بنسب تخطت ال 20 في المئة.
ونصح مستشار شركة (أرزاق كابيتال) القابضة صلاح السلطان متداولي السوق بتوخي الحيطة من العمليات التي تتبعها المجموعات المضاربية “لأن من الواضح أن مجريات الحركة باتت تقودها المضاربات لا غير وعلى المستثمر النظر الى السهم ذي القيمة المضافة أي الذي يحقق دائما أرباحا تشغيلية”.
وقال السلطان ان المقلق في العملية الاستثمارية في السوق حاليا “مشاهدتنا الأسهم الثقيلة التي تتراجع الا ما ندر منها أما أسهم الشركات التشغيلية فتتحرك ببطء شديد اعتمادا على نشاطها سواء كان في السوق المحلي أو الأسواق الخارجية وهذا الامر لا يروق للمستثمرين الصغار أو حتى المضاربين”.
ونبه المتداولين الذين يتتبعون مسار المضاربين “حيث تحمل مثل هذه الخطوات مخاطرة كبيرة ما يحتم عليهم التروي وعدم الانسياق وراء الارتفاعات المبالغ بها على أسهم منعدمة النشاط الاستثمارية أو سلوك طريق المضاربات لتحقيق أرباح سريعة”.
من جانبه قال رئيس مجلس ادارة شركة مجموعة الصناعات الكويتية محمد النقي ان النصيحة التي توجه للسوق في هذا الفترة لا توجه الى المتداولين وانما الى الجهات المعنية المنوط بها المحافظة على مستقبل السوق الكويتية وعلى حقوق المساهمين “لئلا تصاب السوق بخلل كبير في العملية الاستثمارية ووقتها لا نلوم الا أنفسنا”.
ولاحظ النقي “ان هناك بنكا مدرجا يقوم برفع سهمه بغية لفت النظر وهنا لابد ان يعلم المتداول الصغير أن عليه ألا يتداول الا بمشورة أهل الاختصاص خصوصا في وقت الارتفاعات المبالغ بها والتي تضلل أحيانا ولا تعبر عن الصورة الحقيقية لنشاط شركة هذا السهم”.
وأبدى استغرابه حيال الارتفاعات التي طالت أسهم شركات “لم تحقق اداراتها شيئا على مدار العام حيث لا تنفذ المشاريع أو تدخل في الصفقات بل ترفع أسهمها للمضاربات وبعض الناس ينساق وراءها دون تفكير منطقي”.
ولفت الى تجارب سابقة ارتكبت فيها مجالس ادارات “مخالفات كبيرة ومع ذلك لم تتم محاسبتها لذا على المساهم حضور جمعيات العمومية لهذه الشركات والتعبير بجرأة عن رأيه في نشاط الشركة سواء كان ايجابا أو سلبا”.
من جهته قال الخبير الاقتصادي محمد الهاجري ان الحذر واجب وضرورة خصوصا تجاه الأسهم التي تضخمت سعريا بصورة لافتة وعلى المستثمرين مقارنة أسعار السوق الحالية بالقيمة الدفترية لا سيما ان ارتفاعات البعض منها كان مبالغا بها.
وأضاف الهاجري ان السيولة المدارة في السوق حاليا بدأت تأخذ الحيز باتجاه الأسهم التي لم تنشط سابقا من أجل دعمها خصوصا في ظل الأسهم التي منيت بخسائر كبيرة ولم تصعد وسط موجة الارتفاعات مبينا أن هناك نوعا من التنقل بين المراكز من جانب المجاميع ما أعطى محافظة على قيم بعض الشركات التي ارتفعت أسهمها بنسب كبيرة.
وأشار الى انه برغم هذا الزخم على الأسهم الصغيرة “لكن من الملاحظ عودة الحركة على بعض الشركات القيادية واذا كانت هناك خسائر فستكون قوية على المؤشر السعري ومحدودة على مؤشر (كويت 15) والوزني.
قم بكتابة اول تعليق