مبارك الهاجري: الحكومة… “والداو”

لم ولن تستكين جماعة الإخوان عن توزيع الاتهامات يمينا وشمالا جراء كارثة الداو التي كبدت الدولة مبالغ هائلة، ولكن ما لفت الأنظار اتهام الجماعة للحكومة السابقة وبمعيته الكتل السياسية الأخرى، بأنهم كانوا السبب في إلغاء الصفقة، متناسية أن إلغاءها جاء بناء على توصيات كثيرة، وأهمها على الإطلاق، الاقتصادية والتي أتت من القطاع الخاص قبل العام ومتوائمة تماما مع آراء المختصين والخبراء الذين أجمعوا على خطورة هذه الصفقة، والتي لن يكون للكويت فيها أي مصلحة سوى تنفيع هذه الشركة ومن يقف وراءها!
تراجع الحكومة كان قرارا في محله وبلا شك، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه في كل مكان، من الذي مارس الغش والتدليس في هذه الصفقة وأخفى الشرط الجزائي، أليست جماعة الإخوان عبر عناصرها النفطية،التي مارست أبشع صور الأنانية وحب الذات وتغليب المصلحة الشخصية على المصلحة الوطنية العليا، أي وبصريح العبارة مارست الخيانة العظمى بعينها دون أن ينال المتسبب جزاءه على رؤوس الأشهاد!
زبدة القول ان قضية الداو المشبوهة، قد تمت صياغتها في محفل الجماعة في ليلة اختفى فيها ضياء القمر، فكانت بحق صفقة سوداء مظلمة تسجل في تاريخ الكويت الناصع بأنامل من دانت نفسه وهانت لأجل متاع الدنيا، مناقضا ما كان يدعو به على المنابر من أخلاق وقيم ومثل لم يترجمها على أرض الواقع حينما رأى الملايين والمليارات تحيط به من كل جانب!
* * *
تشكيل حكومة جديدة بات أمرا مستحقا، بل وضرورة تتطلبها الظروف السياسية الخانقة والتي وصلت درجة الغليان، ومهما حاولت الحكومة الحالية تبريد سخونة الاستجوابات فلن يكون الحظ إلى جانبها مع تزايد أعداد مؤيدي الاستجوابات، والسؤال هنا، هل ستستجيب الحكومة إلى العقل والمنطق والذي يدعو إلى تشكيل حكومي جديد ينزع معه فتيل أزمة حادة؟ أم تستمر في تخبطها إلى أن تقع في المحظور؟!

مبارك محمد الهاجري
twitter:@alhajri700
المصدر جريدة الراي

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.