عبداللطيف الدعيج: وحدة القوى الوطنية الديموقراطية

الآن وبعد ان دمر جماعة المقاطعة النشاط السياسي المعارض، وزرعوا الاحباط واليأس في نفوس المجاميع الوطنية والديموقراطية، فان تصحيح الوضع والعودة بالنشاط السياسي الوطني الى مكانته وقدراته السابقة يصبحان من مسؤولية واولويات القوى الوطنية الديموقراطية، الوصي الشرعي على النشاط «الوطني» والديموقراطي والمحرك الاساسي له.

لكن، ومن اجل ان تكون للقوى الوطنية الفاعلية والقدرة على الفعل والتفاعل المطلوب، فان المطلوب منها في الوقت ذاته ان ترص صفوفها وان توحد مواقفها، وقبل كل هذا وذاك ان تحدد هذه المواقف. ليس هناك شك في ان القوى الوطنية كانت ولا تزال منقسمة، وقد زادت المواقف من تعديل قانون الانتخاب الانقسام وحتى التشرذم في صفوف القوى الوطنية. ربما كان وجود جماعة المقاطعة الشكلي، او ربما الافضل تعبيرا، الكرتوني، «الله ياهم بيتورمون»، ربما كان يحول دون انطلاق النشاط الوطني واضطلاعه بمسؤوليته. لكن الآن.. وبعد خمود القبة المفتعلة لجماعة المقاطعة وتراجع نشاطهم او بالاحرى منيانه بالخسارة الفادحة في معركة تعديل قانون الانتخاب، فان الواجب قبل الفرصة يدعو القوى الوطنية والديموقراطية الى التجمع والى رص صفوفها والى اخذ دورها الحقيقي والطبيعي في العمل السياسي.

ان الموقف من مرسوم الصوت الواحد يجب الا يبقى ذريعة لانقسام القوى الوطنية، ولا مقياسا لديموقراطية او عدم ديموقراطية البعض. فهو موقف تقديري وآني، بل هو خاضع للتقييم القانوني للمحكمة الدستورية اكثر منه للانتماء او المصلحة السياسية. لهذا فان تجاوز الخلاف حوله يصبح ضروريا مثلما هو سهل في نظري.

وطالما ان الجميع يدعو للحوار هذه الايام، فان الاولى بدعاة هذا الحوار ان يبدأوا فيما بينهم وان يحاولوا اولاً التقريب بين الاقرباء. فليس الصف الوطني الديموقراطي من هو بحاجة وحده الى التوحد والتقارب او تحديد الهويات، بل ان جماعة المقاطعة هم مَن بحاجة الى تحديد هوياتهم والاتفاق على الحدود الدنيا من المطالب التي يرفعها بعضهم وينكرها بقوة البعض الآخر. ربما جماعة المقاطعة بحاجة اكثر الى تحديد الهوية منهم الى التوحد. ولكن يبقى ان القوى الوطنية الديموقراطية مسؤولة وطنيا هذه الايام عن رص صفوفها والبدء في العودة بالعمل الوطني الديموقراطي الى أصوله ومبادئه الاساسية.

عبداللطيف الدعيج
المصدر جريدة القبس

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.