قبل نحو شهرين تبادلنا رئيس مجلس ادارة الخطوط الجوية الكويتية الأخ الزميل الكابتن طيار سامي النصف والعبدالله حديثاً مطولاً عبر الهاتف الخلوي تطرقنا عن المعوقات والهموم والشجون والآمال والتطلعات الراهنة والمستقبلية لطائرنا الوطني الأزرق.
ورغم ان العبدالله قد عبر عن تشاؤمه للعبور الآمن والسريع لطائرنا الوطني من مرحلة الاعاقات الى مرحلة النجاح الا ان العزيز النصف بحكم مسؤولياته فقد طمأنني معبراً عن تفاؤله قائلاً نحن ماضون في طريق النجاح رغم الاشواك والعراقيل التي تعترضنا.
قبل ايام وبمناسبة اعلان الخطوط الكويتية عزم تأجير وشراء طائرات جديدة بغية تجديد اسطول طائرات الشركة والتخلص من الطائرات المتهالكة والانتقال للمرحلة التالية سطع نجم رئيس مجلس ادارة الخطوط الكويتية لا لقرار الشركة شراء طائرات.. وانما لافتضاح موقف احد اعضاء مجلس الصوت الواحد الذي شاء ان يستغل منصبه النيابي بصفته ممثلاً للشعب فيخيف مجلس ادارة الكويتية ويفرض عليهم عروض طائراته الخيالية التي تتضاعف اسعارها ضعف اسعار الطائرات التي وافقت الشركة على تأجيرها من الوكالات مباشرة وبدون وسطاء..!!
هذه الخطوة من رئيس الخطوط الكويتية لعلها كانت كافية ليبث الارتياح في نفوس اهالي الكويت من انه اذا كان هناك فاسدون هناك ايضا شرفاء ولن يضعفوا امام بريق المال وسطوة النفوذ.
لا أريد ان أشكر سامي النصف وبقية زملائه في مجلس الادارة فما عملوه هو الواجب الذي يقتضي عمله من كل مسؤول يقف على رأس المسؤولية الوطنية.
لقد قيل اذا خليت خربت لكن ستبقى الكويت بفضل ابنائها الشرفاء والمخلصين مصونة وزاهرة ولن ينال الفاسدون والأنانيون منها.
واما ذلك المقاول الذي شاءت المشيئة الإلهية ان يجلب بيده الى نفسه الفضيحة فله سوابق في مجال المقاولات وعدم الالتزام بشروط التنفيذ وكان يفترض من لجنة المناقصات ومن كافة الجهات الحكومية وقف التعامل معه وشطب شركاته من سجلات وزارة التجارة حتى يكون عبرة وسابقة لغيره.
ان الفساد لا يقطع دابره الا بالكشف عن الفاسدين ولا يمكن ان نبني وطناً قوياً آمناً معافى وينخر جنباته الفساد والمفسدون.
يبقى في الأخير ان نقول ان الخطوط الكويتية في تحد قاتل مع النجاح. فإما الوثوب الى النجاح واما السقوط الى الهاوية ولعل اول خطوة للنجاح هو ان ترفع الحكومة ممثلة بوزيرها المسؤول يدها عن مسيرة الكويتية فالوزير اداؤه بطيء ومتواضع.
اتركوا للكويتية حرية العمل بدون التدخل الحكومي وبدون المعوقات غير المبررة.
حسن علي كرم
المصدر جريدة الوطن
قم بكتابة اول تعليق