التعنت الشديد من نواب كتلة الغالبية بخصوص حتمية دمج استجوابيّ وزير المالية مصطفى الشمالي، شيء ما كان له داعٍ من الأساس، وكان على نواب كتلة الغالبية أن ينأوا بالبلاد والشعب والمجلس بعيداً عن الصراعات السياسية في أمر كان به شبهة قانونية في ما يتعلق (بفهم اللائحة الداخلية) لمجلس الأمة.
نعم كِلا الطرفين فهم بحسب منظوره نص المادة 137، وتعاطى معها بما يراه حقاً قانونياً له، لكن كان الأولى على كتلة الغالبية ألا يتفقوا على أن يضعوا العصي في عجلة التنمية والتقدم والتطور للبلاد، وكان عليهم أن يُسهلوا الأمور ويُخفضوا جناحهم للتعاون مع حكومة جابر المبارك، ويقبلوا بعدم دمج الاستجواب، خصوصاً أنهم متهيئون ومستعدون جميعاً النواب والحكومة في مباشرة الاستجوابات وتأديتها تأدية صحيحة على أكمل وجه.
وبعد هذا التشنج الشديد من قِبل المجلس والحكومة في ما يخص دمج استجوابيّ الشمالي، قام النائب الدكتور عبيد الوسمي مشكوراً بسحب صحيفة استجوابه لوزير المالية، الأمر الذي يحسب له على الصعيد الوطني وعلى الصعيد الشخصي، واضعاً بذلك النقطة الأخيرة في جدلية دمج الاستجوابين، كانساً خلف ظهره ذلك الكم الهائل من التصاريح والوعيد والتهديد التي أطلقها بعض نواب كتلة الغالبية لحظات مطالبة الحكومة بالتفريق بين استجوابيّ وزير المالية. وليه هذا كله يحصل من الأساس؟!! ليه ما كان من الأول كتلة الغالبية تتفهم الأمر وتمشي الأمور بهدوء وسلامة! لازم يعني فرد عضلات وصراخ وتصريحات ووعيد وتهديد! لازم يعني «تق متاقق» يصير بينكم!
نواب كتلة الغالبية إن رضوا عن سمو الرئيس جابر المبارك قالوا عنه: رجل إصلاحي ونستبشر به خيراً كثيراً لصالح البلاد والعباد والشجر والدواب. وإن غضبت كتلة الغالبية على سمو الرئيس جابر المبارك قالت عنه: إنه رجل لا يصلح لإدارة الحكومة، وهو غير اصلاحي، وهو سبب ضياع البلاد والعباد والشجر والدواب!
في النهاية: الله يعينك يا جابر المبارك على نواب كتلة الغالبية، الذين يبادرون نحو العنف والتشدد بالرأي قبل أن يفكروا في التعاون والتراضي من أجل مصلحة الكويت.
roo7.net@gmail.com
المصدر جريدة الراي
قم بكتابة اول تعليق