في مجلس الأمة السابق رفعت المعارضة السابقة (الأغلبية الحالية) شعار «إلا الدستور»، وكانت تتهكم على الأغلبية السابقة بأنهم جماعة «إلا الرئيس» والمقصود بالرئيس بالطبع سمو الشيخ ناصر المحمد.
يبدو أن الأغلبية الحالية رفعت «إلا» جديدة، وهي «إلا مسلم البراك»، وكان ذلك واضحاً من تحصن النائب مسلم البراك وراء الغالبية البرلمانية في مواجهة طلبات رفع الحصانة المتكررة التي وردت للمجلس من النيابة، لم نعهد «بو حمود» يفر من الخصوم أو يخشى المواجهة، فلماذا يتمترس خلف الحصانة وهو الذي كان يعيب على الآخرين ذلك، هل من المروءة أو من الشجاعة أن يتهجم البراك على خصومه ويسيء إليهم ثم يتمترس خلف الحصانة؟! ألم يقـل «بو حمـود» مقولته الشهيـرة «لهذا اليـوم ولدتــني أمـي»، فلماذا يختبئ وراء الحصانة البرلمانية؟! هل من ولدته أمه لهذا اليوم يفر عند النزال؟!
ما حصل من أزمة «دمج الاستجوابين» التي كادت تعصف بالمجلس هو دلالة أخرى على أن كتلة الأغلبية رفعت شعاراً جديداً في هذا المجلس وهو «إلا مسلم»، فالكتلة استماتت حتى لا يذهب عبيد الوسمي بمكسب إسقاط وزير المالية مصطفى الشمالي، حتى لا تفوت فرصة ذلك على مسلم، وحتى لا تتأثر شعبيته في الأوساط الانتخابية مقابل صعود شعبية عبيد، وكأن مسلم البراك أصبح بالنسبة لكتلة الأغلبية مثل عجل السامري عند بني إسرائيل.
لا أحد ينكر ما يمتلكه مسلم البراك من قدرات وإمكانات قيادية ودوره السابق في الدفاع عن المال العام، ولكن من الواضح أن مسلم البراك في الفترة الأخيرة قد أصابه جنون العظمة، وأصبح يرى نفسه القائد الأوحد والرمز الملهم للجماهير والنواب على حد سواء، في حين تحول بقية أعضاء كتلة الأغلبية بمن فيهم الرئيس أحمد السعدون إلى مجرد كومبارس ينفذون رغبات البطل «مسلم»، ومن غير اللائق بتاريخ ومكانة أحمد السعدون أن ينتهي به المطاف إلى ما آل إليه من انصياع لزعامة مسلم البراك وأهواء بقية الجوقة المصاحبة له، وأن يكون ذلك علـى حساب تجاوز النصوص اللائحية التي كان معروفاً أنه أكثـر النواب حرصاً ومحافظة عليها.
تعليق: بعد ما عرضه النائب العنجري في استجواب الشمالي من تجاوزات التأمينات الاجتماعية واتهامه لها بأنها تدعم حزب الله تبين أن مدير التأمينات فهد الرجعان المطيري رجل يدعم المقاومة الإسلامية في لبنان، وهو بذلك يستحق التقدير والاحترام، وتبين أيضاً أن حزب الله يمتلك إمكانات هائلة، فقد تمكن من زرع «عميل» له في الكويت بمنصب مدير التأمينات الاجتماعية «ودي أصدق، لكن قوية».
المصدر جريدة الكويتية
قم بكتابة اول تعليق