خالد الجنفاوي: “الكويتي” وَسَطي وَمُعْتَدِل بالفِطْرَة


أقصد بالوسطية في عنوان المقالة التبني الطوعي لمبادئ وسلوكيات سليمة ومنطقية ومعتدلة تنبع من التراث الكويتي المشترك. فسمات الوسطية وإعتدال المواقف ورثناها من ثقافة البحر والبادية الكويتية. وهذه الوسطية والإعتدال لا بزالان علامات فارقة تشير إلى أصالة التراث الوطني لدى الفرد والمجتمع الكويتي. ومن هذا المنطلق, فيحق لنا مثلاً وصف كل ما هو متطرف ومغال وفج الإسلوب بتشويهه للصور والإنطباعات والفرضيات النمطية الكويتية المتعارف عليها. أي أننا ككويتيين نميل ناحية التسامح والقبول المتبادل فيما بيننا, فنقبل تنوعنا الإنساني ما دام ينبع في الأصل من تجاربنا الكويتية المشتركة. بل تتميز شخصية الكويتي ليس فقط بوسطية الآراء والإعتدال في وجهات النظر وبتوازن المواقف الانسانية المتنوعة, بل تتميز هذه الشخصية الكويتية بميلها الى السلمية وإبتعادها التلقائي عن كل ما هو مبالغ فيه. ولذلك, ولأن الإنموذج التاريخي والثابت للشخصية الكويتية النمطية يميل نحو تبني طرق تفكير معتدلة ومتسامحة وقابلة للآخر (ما دام هذا الآخر سلمياً وإيجابياً), أقول وبسبب تكرس هذه الصفات الإيجابية في الذهن الكويتي العام, فأستغرب مثلاً سقوط البعض القليل في شراك السجالات العقيمة والتقوقع الفكري والتماحكات الشخصانية.
ولأن الكويتي عف اللسان وشريف النفس وكريم الخلق ونظيف اليد والقلب فهو أيضاً وسطي ومعتدل ومتوازن في حكمه على ما يحدث في حياته اليومية. فبدلاً من الهرولة نحو الفوضى والتكسير عند مواجهة أي مشكلة أو أي تحد يومي طبيعي, يميل الكويتي نحو تبني رؤية متوازنة حول ما يحدث في بيئته الوطنية يستند في ذلك الى امتلاكه خلقاً إنسانياً رفيعاً يجعل الكويتي يحرص دائماً على مصالح وطنه ومجتمعه. فمن يؤمن في قلبه وفي ذهنه أنه ينتمي جسداً وروحاً للكويت يستوعب كذلك أن وطنه سيتطور إذا سعى إلى التطوير كمواطن. ففطرتنا الكويتية الوسطية والمتسامحة تدفعنا كمواطنين للإيمان بان من أجل أن يصلح المجتمع فلا بد لعضو المجتمع أن يُصلح نفسه أولاً. وبالطبع هذا التلازم الفكري والشخصي والوطني المعتدل والوسطي هو ما سَيُبقي الشخصية الكويتية المتعارف عليها وسطية ومعتدلة على الدوام وإلى أن يشاء اللة عز وجل. فلعل وعسى.
كاتب كويتي
khaledaljenfawi@yahoo.com
المصدر جريدة السياسة

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.