خليل حيدر: الكتاب.. والكاتشاب!


ملفت للنظر حقاً ان تكون ثلاث شركات كويتية فقط على قائمة اكبر 2000 مؤسسة في العالم. فهو رقم متواضع ربما يفسره تحكم كل تلك العلل المعروفة.. بالاقتصاد الكويتي وسياسات الاستثمار.
صحيفة القبس 12/4/20، ذكرت ان بنك الكويت الوطني وشركة زين وبيت التمويل الكويتي، ادرجت في قائمة «فوربس» اكبر شركات العام هذا العام. وجاء في التقرير ان الشركات السعودية والقطرية والاماراتية قد هيمنت على قائمة الشركات العربية، اذ بلغ عددها 30 شركة، بمعدل عشر شركات لكل بلد. وقد حلت شركة سابك السعودية في المرتبة الاولى عربياً والـ 88 عالمياً، بقيمة سوقية تزيد على 84 مليار دولار، تلتها شركة اتصالات السعودية كذلك، الثانية عربياً بقيمة تزيد على 21 مليار دولار.
بلغت القيمة السوقية لبنك الكويت الوطني نحو 17 مليار دولار، بينما بلغت القيمة السوقية لبنك قطر الوطني اكثر من 26 مليار دولار، وبنك ابو ظبي الوطني اقل من عشرة مليارات.
على الصعيد العالمي، حلت شركة اكسون موبيل في المرتبة الاولى عالمياً وقيمتها اكثر من 407 مليارات دولار، ثم شركة جي بي مورغان 170 مليارات، والثالثة جنرال الكتريك.
معظم الشركات الكبرى آسيوية وعددها في القائمة 733 شركة، ثم اوروبا والشرق الاوسط وافريقيا 605 شركات، والولايات المتحدة 524 شركة، وأخيراً امريكا اللاتينية 145 شركة.
وقد جرى ترتيب مكانة هذه الشركات والمؤسسات وفق اربعة عوامل هي المبيعات والارباح والاصول والقيمة السوقية.
هل ضخامة ومكانة الشركة وحجم ارباحها مرتبطة بمنتج معين او التسهيلات التي تقدمها الدولة او عراقة المؤسسة او اي عامل آخر؟ كلا بالطبع. فالصحيفة نفسها تشير الى عشرة منتجات رخيصة.. تدر مليارات الدولارات.
شفرات حلاقة «جيليت» تنفق سنوياً عشرة مليارات من الدولارات في التلفزيون والانترنت والمنشورات الاعلانية ولكنها تربح سنوياً نحو 8 مليارات. شركة «ستاربكس» التي تأسست سنة 1971، وتبيع منتجاً معروفا هو فنجان القهوة زادت ايراداتها عام 2011 لتبلغ نحو 11 مليار دولار.
شركة ماكدونالدز، زادت عوائدها عام 2010 الى 24 مليار دولار.
من اشهر ماركات الطماطم المهروسة او «الكاتشاب»، ماركة «هاينز». وكان الامريكي هنري هاينز Heins (1919-1844) اول من بادر الى صناعة الاغذية المحفوظة وتوزيعها قبل بدء عهد التجميد. وهو ابن لاسرة ألمانية هاجرت الى بنسلفانيا، وكان يستثمر حديقة صغيرة ويبيع فائض انتاجها وهو في سن الخامسة. وفي سن الـ 31 تمكن من اقناع شقيقة وأحد ابناء عمه بتأسيس شركة يتولى هو نفسه ادارتها. ومع حلول العام 1877 بدأ نجمه يسطع، واشترى حصة شريكه واطلق على الشركة اسمه وقبل نهاية القرن 19 كان قد ابتاع ثلاثة متاجر في بريطانيا حولها عام 1905 الى مصنع، وبلغت منتوجاته 57 صنفاً. واليوم تنتج مصانع «هاينز» 1200 صنف.. من الخمور الاسترالية الى اغذية الاطفال الصينية.
المواد الثقافية والفكرية كذلك.. في مقدمة ميادين التجارة! «ألن لاين» Lane مثلا من اشهر ناشري الكتب الانجليزية في العالم خلال القرن العشرين وقد توفي قبل اكثر من اربعين عاماً سنة 1970. وقد اسس مع شقيقه عام 1935 دار «بنغوين» الشهيرة لنشر الكتب برأس مال قدره مائة جنيه استرليني وبنحو عشرة كتب اشترى حق نشرها من الناشرين الآخرين.
طبعات هذه الدار شعبية رخيصة غير مجلدة عادة.. ولكنها رصينة وجادة، ومع مضي ستة اشهر كانت الدار قد باعت مليون نسخة لا يتجاوز سعر الواحدة منها علبة سجائر. ومضى الاشقاء في توسيع عملهم هذا حتى بلغوا المرتبة الاولى بين المؤسسات التي تعتني بطبع ونشر الكتب، مع الحفاظ على مستوى رفيع رغم زيادة الانتاج.
اهم دروس التجارة والاستثمار فيما يبدو ان العزم والارادة والمثابرة.. اهم من رأس المال!.
خليل علي حيدر
المصدر جريدة الوطن

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.