فاطمة حسين: الدنيا ربيع.. والجو بديع

وسط بحر لا قرار له وجدت نفسي.
تمر بي الساعة ويمر اليوم ويمر الأسبوع الواحد من كل منها لاحقاً بما سبقه وأنا في موقعي يتناثر اهتمامي وحبي وقلقي.
تتباعد حواسي الخمس عن أصابعي الخمس ويضيع القلم والصفحات أمامي تتأرجح ما بين البياض والسواد فترفض إرادتي أن تتمدد على أريكة الدكتور النفسي احتفاظا بطاقتها فقط لنفسي، لأنني امرأة مؤمنة بعلمي والحمد لله وديني ولا تباعد بينهما.
نعم أوشكت على الغرق في أعماق بحر القدر لكنني رفعت رأسي باحثة عما يمكن أن ينعش نفسي وهل من الممكن أن ينعش نفسي إلا ما يمكن أن يمر بها من أجواء عامة خارج الذاتية.
لهذا بسطت روحي باتجاه نسائم (الوطن) وعبر أرقى سبل التواصل – في نظري على الأقل أو الأكثر – وهي (الصحافة) – والمكتوبة منها بالذات.
ألا يحق لي أن أزهو بموقعي؟؟ أنانية؟؟؟ لتكن ما تكون فهذه (أنا) لا مجال وفي هذا العمر بالذات أن أتبدل أو أتغير لا بالإدعاء ولا بواقع الحال.
قد يسأل سائل مهتم عن تلك النسائم وكم تحمل من ايجابية تنقذني مما أنا فيه وتدير رأسي باتجاه الراحة والتفاؤل.
(الربيع العربي) صفة ما أحببتها منذ انطلاقتها فما بالكم وقد هبطت على أخوتنا العرب خريفاً خشناً يحمل من الموت أكثر مما يحمل من الحياة جعلتهم يصلون طلبا من العزيز الحكيم ترحاله. لكني أرى في الكويت صحوة مباركة بعد طول غيبوبة مظاهرها كالتالي:
1- الانتفاضة التعليمية في المدارس والجامعات وتنفيذها بما يواكب العصر والحداثة بعد أن سبق ودفنا كلاً من العصر والحداثة تحت التراب.
2- المناظر الجادة والمتجددة للدولة وحضانتها للنساء تقديراً لمكانتهن في سلك القضاء، نحن بالانتظار.
3- إنشاء وزارة للشباب بعد حراك شبابي مميز على مستوى الملتقيات والمؤتمرات وإعلان تفعيل اتفاقية (سيداو) برفض التمييز العنصري في وزارات الدولة على صرح رئيس جمعية الشفافية (د.صلاح الغزالي)، بالإضافة إلى حضانة المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب لإبداعاتهم.
4- شروق شمس الخطوط الجوية الكويتية – بعد طول انتظار وإثبات أنه لا يصحّ إلا الصحيح وخير سبيل لذلك هو تمكين الشخص المناسب في المكان المناسب وفقك الله يا كابتن سامي النصف.
5- صحوة (المرور) بتكثيف الجهود وتعدد الفرق لاكتشاف المخالفات مما انتج عن ترحيل العديد من الوافدين من العمالة السائبة وكذلك اكتشاف تراخي وإهمال إدارات حكومية أخرى مثل البلدية عن أداء واجبها.
6- إعلان جمعية الروضة التعاونية عن عدم اشتراكها بالإضرابات لامتثالها لقانون الجمعيات الاستهلاكية وأهمية بعدها عن السياسة تحية لصحوتها.
7- صحوة وزارة الكهرباء عند اكتشافها أن لها قانوناً لابد من تطبيقه على المخالفين بعد أن عاشت وعششت سنوات تتغاضى عنهم برشوات يتحدث عنها الناس كل الناس – صدقاً أو كذباً – لكن تباين الخدمات واضح كالشمس.
تلك حزمة من مظاهر (الجو البديع) لربيع الكويت ولكن عساه يستمر ويقوى إلى حد الوصول إلى البقعة القذرة والخطرة وهي (جليب الشيوخ) لقد أصبحت سمعتها تهدد سمعة الكويت، وقذارتها تعم الكويت بالفيروسات والأمراض، ومسموعاتها الأخلاقية مخيفة، ما أتمناه هو أن أصحو يوماً على جرافة عملاقة تجتثها من خارطة الكويت وتعيد بناءها مركزاً عائلياً ترفيهياً ثقافياً فنياً حضارياً ينعم فيها المواطن ويحج لها الزائر للاستمتاع بمرافقها الآمنة وأماكنها الجذابة ووسائل الترفيه الذكية الراقية فنكون قد قمنا بما قامت به سنغافورة (شارع بوجي) ولندن (منطقة سوهو) وكيف تحولت تلك المواقع بإرادة الدولة وتصميم القواعد والقوانين، وبهذا نحصل على ضاحية بالغة النظافة والأمان بدلاً من القذارة والجرائم المختلفة.
سعيدة أنا رغم الألم.

فاطمة حسين
المصدر جريدة الوطن

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.