ذعار الرشيدي: موسم بيع الاستجوابات

في الكويت نخفي الحقيقة السياسية تحت أطنان من رماد المجاملات، لأننا لا نسمي الأشياء بمسمياتها.

سؤال: هل تعتقدون أنه وبفضل المجلس الجديد الذي يصفونه بالمنجز قد توقفت عجلة الفساد عن الدوران، أو حتى قل عدد دوراتها؟ «… وحياتكم لأ»، لقد زادت بشكل لا يمكن لأحد أن يتخيله، وفي المجلس القادم سواء وُلِد بعد يونيو القادم أو يولد بعد 3 أعوام سينكشف حجم السرقات الكبرى.

تقول الحكمة الإنجليزية: عندما تخطئ مرة فأنت معذور، وعندما تخطئ ذات الخطأ مرة ثانية فأنت الملوم، لأن الخطأ في المرة الأولى كان قدرا أما الخطأ للمرة الثانية فكان اختيارا منك. سوق الأوراق المالية لم يتعرض لكارثة أكبر من كارثة المناخ التي وحتى يومنا هذا لا نعرف أسبابها ولا ابطالها، وفي العام 2008 كان تسونامي الثاني، وإلى اليوم لا نعرف ما الذي حصل ولكن شماعتنا كانت «الأزمة المالية العالمية» وطارت المليارات وأغلبها من جيوب متوسطي الدخل، واليوم تعود البورصة وبشكل غير مبرر للارتفاع، نعم غير مبرر، لأنه ليس لدينا مصانع أو قدرات تشغيلية على أرض الواقع الا بضع شركات، وكل ما هنالك مجرد مضاربات وأموال تصب صب مطر عاصف، ومتى ما حبس المطر فستتوقف المضاربات وتتوقف عجلة الصعود.

بورصتنا تجاوزت حاجز الـ 8000 نقطة ولأول مرة منذ عام 2009، ولكن هذا ليس دليل عافية سياسية بل غالبا دليل مرض سياسي، فبورصتنا دونا عن بورصات العالم لا علاقة لها بواقعنا السياسي، ويمكن أن تكون الدنيا مقلوبة واستجوابات وشحنا، وتجد سهمها أكثر اخضرارا من حديقة البيت الأبيض، ويمكن ان تكون «سهود ومهود» وتجد سهمها يكاد يتنفس.

لا أكشف سرا إذا ما قلت ان الحكومة ـ أو بالأصح السلطة ـ كلما تأزمت الأوضاع السياسية وبلغت حد الاحتقان، ضخت من محافظها ما تمطر به أرض البورصة لتعود خضراء، هذا ليس سرا، إلى درجة أن القاعدة تقول: «إذا صار استجواب.. بيع».

توضيح الواضح: بعض الوزراء يستحيل أن يصدق حتى وإن حاول… وله أقول: «حجي، السياسة ليست أبدا هي الكذب، بل أن تتقن فن الكذب إلى درجة أن تنحته ليظهر وكأنه حقيقة».

Waha2waha@hotmail.com
المصدر جريدة الانباء

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.