نبيل الفضل: ديسلكسيا.. وأخواتها

في السابق كان للكويتيين الكثير من الإنجازات الوطنية التي يتباهون ويفتخرون بها امام الآخرين. ومع غزو الصحوة وتغيير الاولويات وانعكاسها على الخطاب السياسي، بدأت تلك الانجازات في التأخر والتخلف والموت البطيء في زمن كانت به دول الجوار تصحو من كبوة التخلف لتنطلق في مضمار الانجاز.
ومع تقلص الانجازات انحسر الشعور بالاعتزاز الوطني مما هز من قيمة الوطن في نفوس ابنائه.
ومع ذلك فقد ظلت الكويت ولادة للابداع، لا يخلو عام او موسم من انجاز فردي في الفن او الرياضة او الاختراع!.
ولعل ما يؤلم ان يكون لنا انجاز حضاري في غاية الرقي ولا يعلم به الجمهور من الشعب!.
فكم من المواطنين يعلمون بمركز تقويم وتعليم الطفل؟! وكم من هؤلاء يعلم بان المركز قائم اصلا على الجهد التطوعي؟! وكم من هؤلاء يعلم بان هذا المركز قائم منذ 30 عاما؟! بل وكم من المواطنين الذين يعلمون انه المركز الوحيد في الشرق الاوسط للعناية بالاعاقة التعليمية عند الاطفال؟!
محزن ان يكون عندنا هذا المركز الحضاري ولا نظهره ونتباهى به. ومؤلم جداً أن نرى هذا المركز يلفظ أنفاسه الأخيرة إن لم نتلاحق عليه وننقذه من التوقف القسري عن أداء مهمته!..
ولكن دعونا أولاً نقول لكم على عجالة وباختصار شديد ماذا يفعل المركز، هناك إعاقة تعليمية تصيب بعض الأطفال إن لم تعالج فلن يكملوا تعليمهم من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن العجز عن تخطي هذه الإعاقة يولد الضيق والغضب في نفس الطفل مما يورث به العنف في الرأي والتصرف. وكم هناك من شخصيات عامة عانت من هذه الإعاقة ولم تعالج فكبرت وداخلها غضب لا تعرف أسبابه انعكس على تصرفاتها وطبائعها… وصراخها في الساحات!.
ومن أنواع الإعاقة التعليمية عسر القراءة، «الدسلكسيا» وعسر الحساب «الدسكلكوليا» وعسر الكتابة «الدسغرافيا»، وغيرها.
ولقد أقام المركز مقره ومدرسته على أرض منحتها وزارة التربية للمركز في منطقة «السرة» السكنية، وتم بناؤها بتبرعات أهل الخير وكان منهم المرحوم صاحب السمو الأمير سلطان بن عبدالعزيز، لانه المركز الوحيد في عالمنا العربي.
وزارة التربية ترسل الأطفال الذين يعانون من الإعاقة التعليمية لهذا المركز لعدم قدرة الوزارة على تخصيص العلاج لهذه الفئة من الأطفال. ولأن الإعاقة التعليمية للأسف لم تذكر- أو بالأحرى شطبت بالخطأ- من قانون 2010/8 في شأن حقوق ذوي الإعاقة.
ومع ذلك فإن الهيئة العامة للمعاقين كانت تقدم مبلغاً سنوياً مقابل كل طفل يعتني به المركز، اعترافاً بجهود المركز وضرورة دوره لتخطي هذه الإعاقة الخفية عن العين المجردة.
ولقد قام المركز بإنشاء وحدات في عدة مدارس في محافظة عبدالله المبارك لجزء من تعميم التجربة وشمولية العلاج. وهذا مما زاد من تكاليف المركز حتى فاقت التبرعات والمساعدات الحكومية المرتبطة بإجراءات تؤخر دفعاتها.
وحيث ان الكويت كانت تاريخيا سباقة في مجال العناية بابنائها المعاقين حتى توجت ذلك بإنشاء الهيئة العامة للمعاقين، ولأن الكويت هي اكثر دول العالم صرفا على احتياجات المعاقين، فإننا نتمنى على سمو رئيس مجلس الوزراء ان يوعز للمعنيين زيادة مساهمة الحكومة في تمويل نشاط المركز ودعم اهدافه، وبسرعة توفير هذه المساهمات.
ويكفي ان هذا المركز هو من الانجازات القليلة جدا التي بقيت لنفخر بها ونتباهى على غيرنا من شعوب محيطة.
بيّض الله وجه كل من قام على انشاء المركز وساهم متطوعا في ادارته أو تبرع ليرى انجازه في وجه الاطفال ابتسامة رضا وتفاؤل.
– في الثمانينيات تساهلت الدولة مع دعوات الجهاد في افغانستان، وتراخت عن تطبيق القانون وتحذير الناس من مغبة المشاركة في نزاعات اقليمية لا شأن لنا بها، حتى انتهينا بحجز ابنائنا في غوانتانامو وغيره من سجون!.
اليوم تتعالى صيحات امراء الحروب والقتل بوجوب الجهاد في بلاد الشام، وترتفع اصوات بالدعوة للقتال هناك، والدول تنظر ساكتة!!.
وسينجرف بعض ناقصي العقول أو مختلي الفهم وراء هذه الدعوات ليقاتلوا في بلاد غريبة ولأسباب لا علاقة لها بواقع تلك البلاد، فإن لم يقتلوا وتخسرهم الكويت فهم منتهون الى سجون تلك البلاد، وساعتها تعالي يا حكومة واطلقي سراح ابنائنا.
وفي ظل سكوت الحكومة عن هذه الدعوات وهذا التحريض الدموي فإن المنطق يقول انها مسؤولة عما يحدث لهؤلاء المغرر بهم من كويتيين يظنون ان قتل السوريين جهاد في سبيل الله!.
ونسأل فخامة المفتي الاكبر عجيل النشمي، في اي مذهب واي شريعة يجوز لدكتور جامعة ان يدعو للجهاد في ظـل وجود ولي امر شرعي؟! ام انكم ورثتم الشريعة بشهادة دكتوراه غير معترف بها دوليا؟!

أعزاءنا

حسناً فعل رئيس مجلس الإدارة والمدير العام للهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية المهندس جاسم البدر، بإصداره قراراً يمنع بموجبه استيراد وحيازة الحيوانات البرية المهددة بالانقراض، والزواحف والحيوانات المفترسة التي تشكل خطراً على حياة الإنسان.
فلقد تزايدت هذه الزواحف والحيوانات المفترسة بطريقة خطرة مما استوجب تقنين حيازتها.
فشكراً
نبيل الفضل
المصدر جريدة الوطن

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.