زاد تقديرنا للأخ مصطفى الشمالي الذي اصر على مواجهة الاستجواب، مع علمه ويقينه بالنهاية المكتوبة والموقع عليها قبل الاستجواب. وكانت فرصة لا لتبيان نزاهته ونظافته، فهذا امر مفروغ منه، ولكن كانت فرصة ليظهر الوجه البشع للمستجوبين ومن يغرد في فلكهم.
وقد فعل.
ولقد كان شجاعا كوزير، وشجاعا عندما تصدى لهم، وشجاعا عندما استقال.
– الاستجواب اظهر هشاشة فهم البعض للمسميات والارقام، ولكنه سوء فهم يغطيه اداء يوحي بالثقة رغم مضمونه الاجوف.
وكان العنجري اقرب الثلاثة لفهم واستيعاب المفردات الاقتصادية ولغة الارقام، ولكنه اختار ان يضيِّع حاله في اثبات رواية مضحكة بان الشمالي مسؤول عن تمويل المفاعل النووي… الايراني!!!!
نعتقد ان حتى طاحوس لم يصدق هذه الرواية، ولكنه كما مسلم كانا يحتاجان لغطاء آخر مختلف لاستجوابهما، يوحي بان كتلة الاغلبية تمثل اطياف المجتمع!.
– على رغم ضحالة مضامين جزء خالد طاحوس من الاستجواب، ورغم بذاءة بعض ألفاظه، الا اننا نعترف باستمتاعنا بلغة الجسد الذي كان يفتعلها خالد طاحوس من على المنصة.
فهو دائم الاستدارة ليخاطب جميع الجهات من الشمال الى الجنوب، وهو كثير حركة اليد وان استعار اكثرها تأثيرا من حركات العم أحمد السعدون.
اما اصبع السبابة عنده فهو الاكثر تميزا وتراقصا.
ولكن ما لا يعلمه خالد طاحوس علمياً ان الأكثر استخداما لمؤثرات لغة الجسد في اخافة الاعداء عادة ما يكون الاكثر جبنا وضعفا.
ولنا في الطيور مثل، في حركاتها ونفش ريشها وظهورها بحجم اكبر من حجمها وسائل مفتعلة لتغطية ذلك الضعف الحقيقي المتمكن بداخلها.
ولكننا استمتعنا بما رأينا وتمنينا متخصصا نفسيا يحلل شخصية خالد طاحوس من لغة الجسد التي امتهنها في خطاباته.
ولو لحق طاحوس على الافلام الصامتة لفاز بالاوسكار في قدرته على التمثيل المتكلم… بلغة الإشارة… الجسد.
– مسلم البراك كالعادة صال وجال وهدد بالمستندات التي كان يلوح بها كبقية مستنداته التي هي جزء من فن الخطابة الذي يميز شخصيته.
لم يثنه عن لعب دور البطولة فشله المزري في قضية التحويلات التي لوَّح بوثائقها. ولم يخجله «اليوكن» الذي تبخر من خطاباته عندما اكتشف فجأة انه لا يعرف شيئا عن «اليوكن» الذي تباهى بمعرفة رقم لوحته من الشمال الى اليمين ومن اليمين الى الشمال!!. ولم تمنعه كل سوابقه البرلمانية والاعلامية من تهديداته بأسرار اتضح انها فالصو.
بل لم تؤثر فيه صفعة خبر فوز شركة «الداو» بحكم ستخسر الكويت بموجبه مليارين ومئة وستون مليون دولار، لأن الحكومة رضخت عام 2008 لحنجرته وبحلقة السعدون!
واذا كان الجزء الاول من استجواب البراك قد خلا من قلة الادب فإنه قد عوضها في رده على اجابات الوزير الفحل مصطفى الشمالي.
– لا نظن ولا نتوقع أن نرى نائباً رجلاً بمعنى الكلمة يقف ليعتذر للشعب الكويتي على تسببه – ولو بنسبة بسيطة – في الخسارة والأرباح التي فرطنا بها.
– أجمل منظر كان خلو القاعة، اغلب الوقت، من نواب الأغلبية فيما عدا اربعة نواب فقط، وذلك اثناء حديث الوزير الفحل مصطفى الشمالي!!
وهذه الاغلبية هي التي كانت ستحكم على اداء الوزير نزاهته وقدرته على تولي أمر وزارته!!
ولكنها غابت عن سماع اقوال الوزير وردوده بشأن كثير من الاتهامات التي وجهت له!.
وقد يقول قائل وكذلك فعل سمو رئيس الوزراء – كما قال طاحوس – فهو لم يحضر حديث المستجوبين على مدى ثلاث ساعات، ولكنه جاء ليسمع رد الوزير!. فنقول ان سمو الرئيس يعلم بالاستجواب الذي قرأه، وهو مهتم بأداء وزيره اكثر من اهتمامه باداء المستجوبين. كما ان سمو الرئيس لن يكون في لجنة الحكم والتحكيم على مصير الوزير، وانا هي الاغلبية النيابية التي ستقوم بذلك.
ولكنها غابت.
غابت لأن الحكم قد صدر قبل توجيه الاتهام وقبل سماع الدفاع وقبل المداولة.
– الحكم على الوزير الشمالي قبل الاستجواب كان في احد الدواوين او المزارع او الجواخير، لا يهم المكان، ولكنه مكان آخر خارج قاعة عبدالله السالم!.
وهذا ما يهم. وهذا هو المهم.
لأن في هذا التصرف القبيح من سماع محاور الاستجواب من المستجوبين واطلاق الحكم على الوزير قبل صعوده المنصة وسماع دفاعه. وهذا التصرف هو الانحراف عن الدستور وتحويل الديموقراطية الى بلطجة سياسية.
– كثر ترديد كلمة «المتنفذين» وتم اتهامهم بالكثير دون تسمية، إنما تركت هكذا على المطلق!
في رأينا الذي لا نعتقد أن مواطناً يختلف معه، فان نواب الأمة من الشخصيات المتنفذة، فالنواب متنفذون، والنائب متنفذ رغماً عن الطبيعة.
فهل النواب جزء من «المتنفذين» المتهمين بالحرمنة؟! أم النواب متنفذون أطهار؟!!
من يقرأ تاريخ البعض من النواب يحتار في الإجابة ويصاب بالحول.
– أخطر ما كان في الاستجواب جملة عرضية قالها مسلم البراك قاصداً عمداً إعادتها على مسامع الناس.
قال: نحن شركاء في الحكم والمال العام!!!
ونحن نقول له: لا انت ولا أخوك فهد ولا ربعك شركاء في الحكم، لان الحكم في ذرية مبارك كما ينص الدستور ويشهد التاريخ، فان كان عندك دستور آخر فاظهره لنا وللناس.
ولا انت ولا غيرك شريك في المال العام بغير ما حدد الدستور.
ولا نعلم سر سكوت الحكومة والحكم على هذا الكلام، الذي بدأ يردده كذلك بعض الصعاليك في مقالاتهم!. فهذا الكلام دعوة للانقلاب على الدستور وعلى الحكم في الكويت.
خاصة وان مسلم لا يحدد من المقصود بـ «نحن»!. ولا نظنه يقصد فيها عبدالحميد دشتي ولا علي الراشد ولا عدنان عبدالصمد ولا احمد لاري ولا عدنان المطوع ولا محمد الصقر ولا محمد جويهل ولا مرزوق الغانم ولا سيد حسين القلاف ولا فيصل الدويسان ولا صالح عاشور ولا نبيل الفضل. بل ان البراك يقصد مجموعة بعينها تملك الحق – الموهوم – بانها شريكة في حكم مبارك وذريته!!!!.
چبح وجه.
أعزاءنا
خلاصة استجواب الفحل مصطفى الشمالي هي ان كل الكويتيين حرامية ولصوص. وان الشريف الوحيد الفرد في الكويت هو مسلم البراك… وربما حفنة ممن يطأطئون له الرؤوس.
بس عاد معقولة كل الكويتيين لصوص ومسلم بس… الشريف؟!!
لعن الله «الكبتي» وما يوحي من اوهام وخيالات مريضة.
نبيل الفضل
المصدر جريدة الوطن
قم بكتابة اول تعليق