حسن كرم: استبداد الأغلبية..!!


نبتدأ من حيث انتهت خاتمة استجواب الشمالي، فهذه الخاتمة كانت مرسومة، مثلما يكون قد وضعها سيناريست حريف، فالوزير ومن خلفه الحكومة كانوا على علم أن قائمة طلب طرح الثقة جاهزة، وأن عدد المصوتين على طرح الثقة كذلك مضمون ومصوقر، ولكن السؤال، فإذا كان كل ذلك معروفاً وثابتاً فلماذا أصر مصطفى الشمالي على خوض غمار الاستجواب والوقوف نحو الثلاث ساعات حتى أحس بالإرهاق والتصلب بالظهر والرجلين على مواجهة المستجوبين وهو الذي كان يعلم مهما جاء من الدفوع والبراهين فلن تشفع له ولن يغير من الموقف المسبق الذي رسم له من قبل الأغلبية المتقصدة..؟!.
في لقائه الأخير مع جريدة القبس وبعد تقديم استقالته يجيب الشمالي على ذلك السؤال انه كان يقصد من الوقوف على منصة الاستجواب هو لكشف الحقائق أمام الشعب الكويتي، ولكن أي شعب هذا الذي يتحدث عنه الشمالي إذا كان ثلاثة أرباع هذا الشعب يهرول خلف تلك الأغلبية المتقصدة ويصفق لها ويستحسن أفعالها رغم أنها أي الأفعال لا تصب في صالح الوطن ولا في وحدة وتلاحم الأمة ولا تبني مستقبلاً آمناً ومطمئناً للحاضر وللأجيال القادمة، بقدر ما يصب في المصلحة الآنية وتضخيم الذات وضمان البقاء على الكرسي؟!!
استقالة الشمالي ليست نهاية العبث السياسي وليست آخر مطلب أو مطاف لتلك الأغلبية المستبدة، بل لعلي أتصور نجاحهم باقصاء الشمالي من منصبه هو دافع لهم على المزيد من الاستبداد والشراسة، هؤلاء الآن أصبحوا يعتدّون بقوتهم ويتحدون بجبروتهم لا الحكومة أو الوزراء وإنما الشراهة إلى ما هو أكبر، فمطلب تعديل الدستور والدعوة للحكومة الشعبية وقيام الأحزاب السياسية ما هي إلا حلقات مترابطة ضمن سلسلة المطالبات التي يسعى إلى تحقيقها المتمترسون خلف تلك الأغلبية المريبة من الاخوان والسلف، ألم يبشروا بزحف الربيع العربي للساحة الكويتية؟ فما هو المقصد من زحف الربيع العربي للساحة الكويتية؟! هل المقصد تغيير النظام أو تغيير الشعب؟ فلا شيء آخر، فإما النظام وأما الشعب وحيث انه الشعب عصي عليهم تغييره فلا يتبقى إلا النظام..!!.
إن الخطر ليس من وجود أغلبية برلمانية، فذلك طبيعة البرلمانات في كل أنحاء العالم وجود أغلبية وأقلية، ولكن الخطر هو تلبيس تلك الأغلبية بالفكر الحزبي وتمرير أجندات تودي الكويت في داهية، فلهؤلاء الحزبيين (اخوان وسلف) أجندات تخالف المطلب الوطني الكويتي، ذلك إن هؤلاء يأتمرون بأوامر وتعليمات تأتيهم من الخارج وما عليهم إلا تنفيذها..!!.
وازاء هذا الخطر ليس بيدنا إلا أن نعلق الجرس وننذر بالخطر، فالكويت في خطر، فلا وقت لدفن الرؤوس والتواري عن رؤية الحقيقة أو الهروب من مواجهة الخطر.. فنحن نكرر لا تهمنا تلك الأغلبية بمكونها العددي، ولكن يهمنا من يتمترسون خلف تلك الأغلبية ويسربون أجندات جهنمية..!!.
تذكروا ماذا قال ضاحي بن خلفان..!!

حسن علي كرم
المصدر جريدة الوطن

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.