إبراهيم العوضي: أبغض الحلال

الطلاق ظاهرة اجتماعية عرفت منذ أن خلق الله البشرية وشرعت لمعالجة حالات الخلاف الزوجية العقيمة التي لا يجدي لها حل ولا ينفع معها أي صلح. وفي الكويت أضحى انتشار ظاهرة الطلاق هاجسا يؤرق الكثيرين خصوصا مع ارتفاع معدلاتها إلى نسب أصبحت معها ناقوس خطر يهدد الأمن الاجتماعي بين الأسر.
ففي عام 2012 وحده وبينما تم تسجيل عدد 24 ألفا و548 حالة زاوج، شهدت المحاكم الكويتية التوقيع على 12 ألف وثيقة طلاق ما يعني أن نسبة الطلاق إلى الزواج خلال السنة الواحدة وصلت إلى نحو 49 في المئة.
وللمقارنة، فإن حالات الطلاق في الكويت في عام 2001 بلغت 3.163 حالة أما في عام 2006 فقد بلغت 3.516 حالة ما يعني أن عدد حالات الطلاق في تزايد مستمر وقد يراه البعض طبيعيا نظرا لتزايد حالات الزاوج كذلك. ووفقا للدراسات المعدة من قبل إدارة الإحصاء والبحوث في وزارة العدل، فإن أكثر من 65 في المئة من حالات الطلاق تحدث قبل انتهاء السنة الخامسة من الزواج!
أرقام مزعجة ومخيفة، تحتاج إلى وقفة جادة بحثا عن مسبباتها وحلولها لما لها من آثار سلبية حادة على كل من الزوج والزوجة ولا ننسى كذلك الأبناء وأسرة كل من الزوجين.
ووفقا لدراسة معدة بهذا الشأن، فإن من أهم أسباب الطلاق هو الانفتاح الاجتماعي والزواج المبكر والإهمال وعدم الطاعة وتدخل بقية أفراد الأسرة في حياة الزوجين.
كثيرة هي الأسر الكويتية التي عانت من هذه الظاهرة وأنا متيقن أن كثيرا منا قد عايش بالفعل حالات طلاق كانت نهايتها أليمة إلا أن هذه النهايات ما هي إلا بداية لمرحلة أخرى أصعب على كل من الزوجين والأبناء. هي بالفعل حقيقة مؤلمة، لن يشعر بها إلا من عاش واقعها.
إن للاسرة دورا مهما في تجنب هذه الظاهرة من خلال ممارسة دورها التوعوي في الموعظة وفي شرح واجبات ومسؤوليات كلا الزوجين وفي المساهمة في اختيار شريك الحياة المناسب وفي تربية الأبناء التربية الصالحة التي تقوم على أساس الدين، لأن الوازع الديني يساهم في كثير من الأحيان من التقليل من الخلافات الزوجية ومخاطرها، كما أن الدولة مطالبة بنشر حملات توعوية وإرشادية وأن تساهم في تثقيف المجتمع لعلنا نستطيع ان نقلل تدريجيا من حالات الطلاق المتزايدة.
ختاما، لا أعتقد أن هناك أفضل من التمسك بالدين وما جاء من نصوص بشأن تنظيم العلاقة الزوجية ولا أجد أفضل من أن أستذكر أحاديث النبي محمد – صلى الله عليه وسلم – ووصاياه لكل من الزوج والزوجة، فقد روي عنه أنه قال «استوصوا بالنساء خيرا، فإنهن خلقن من ضلع أعوج، وإن أعوج ما في الضلع أعلاه» رواه البخاري.
كما أمر الرسول – صلى الله عليه وسلم – الزوج بالصبر فقال «لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقا رضي منها آخر» رواه مسلم. أما الزوجة، فقد ذكر النبي -صلى الله عليه وسلم – أنه «لا ينظر الله إلى امرأه لا تشكر لزوجها وهي لا تستغني عنه». ويقول عليه الصلاة والسلام أيضا «يا معشر النساء، إني رأيتكن أكثر أهل النار، قالوا : مم يا رسول الله؟ قال: لأنكن تكفرن، قلن: نكفرن بالله؟، قال: تكفرن العشير أي الزوج لو أحسن الزوج إليكن الدهر كله ثم أساء قلتن: ما رأينا منك خيرا قط» رواه البخاري.
شخصيا، لا أملك سوى قلمي، ولا أتمنى سوى أن أكون قد ساهمت ولو بالقليل في هذا الموضوع!

إبراهيم أديب العوضي
Email: boadeeb@yahoo.com
المصدر جريدة الراي

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.