لا اعتقد ان المدافعين عن الاتفاقية الامنية الخليجية يوم امس وفقوا في دفاعهم. ربما لسبب واضح ومبدئي، وهو انه من الصعب الدفاع عن الاتفاقية مع الأخذ في الاعتبار الخصوصية الكويتية. نعم.. وليزعل من يزعل.. احنا غير. لنا خصوصيتنا التي تفرق كثيرا وكثيرا عن بقية دول الخليج. كلنا عرب وكلنا عندنا نفط.. هذا صحيح ونبصم بالعشرة.. لكن ليس كلنا كويتيين وليس كلنا ديموقراطيين وهنا الخلاف والفارق اللذان يتعديان على كل دعاوى التماثل واكاذيب الاتفاق.
ربما أكبر مغالطة هي التي أطلقها وكيل وزارة الخارجية السيد خالد الجارالله الذي ادعى انه من الصعب وجود تنمية من دون سياج امني. على من تضحك اخ خالد؟… لدينا امثلة كوبا وكوريا والاتحاد السوفيتي سابقا وكل الدول التي أحاطت نفسها بسياج امني. كل تلك الدول او ما تبقى منها هي أكثر الدول تخلفا وتناقضا والتنمية. وهي دول زالت الى غير رجعة ولم يعد لأغلبها وجود بعد الالفية. وبالمناسبة لم تسلم الكويت من سياسة «السياج الأمني» فقد تسكرت منذ السبعينات وربما حتى الآن.
تبرير السيد عبدالله بشارة الامين العام السابق لمجلس دول الخليج يربط بين الاتفاقية والحرب العراقية الايرانية وحرب الناقلات. طيب يا سيدي، هذه حروب ودواعٍ عفا عليها الزمن وانتهت، فما مبرر الترويج للاتفاقية اليوم؟ طبعا سيكون الجواب المعد مسبقا.. انه الاحتمالات الاقليمية الخطرة، وطبعا الاحتمالات الخطرة هي التدخلات الايرانية. التدخلات الايرانية هي شأن « دولي»، ودولي تعني انها جيوش وستلايت وتجسس من بعيد. وكل هذا لا تغطيه الاتفاقية الامنية اصلا. الاتفاقية معنية بملاحقة «الشعب»، والشعب هنا الناس المعارضون وكل من لديه موقف لا تستسيغه بعض سلطات الخليج.
تبرير النائب نبيل الفضل ليس بافضل من التبريرات السابقة. فالسيد النائب يدعو لقبول الاتفاقية من دعوى انها غير ملزمة لمن يلتزم بها (أنا مالي شغل هذا كلامه). فحسب السيد الفضل هناك اكثر من فسحة تتيح للدولة الموقعة عدم تنفيذ بنود الاتفاقية اذا كانت غير متفقة او متعارضة وقوانينها.. إذاً لماذا التوقيع..؟ وعلى ماذا الالتزام.. ولم التعهد؟ ولماذا بالاساس عوار الراس؟.. دفنوها وفكونا.
عبداللطيف الدعيج
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق