مساحة التعصب في عوالمنا المريضة تتسع يوما بعد يوم، وأضحى المتعصبون هم النجوم واللاعبين الأساسيين في جميع المجالات وعلى سائر الصعد. كل متعصب يزعم احتكار الخير والحق والجمال، بيد أن الجميع يعبرون عن مزاعمهم بأبشع الممارسات وأكذبها وأكثرها قبحا وبطلانا، وكأن الشعار النبيل الذي يرفعه المتعصب وردة طالعة في مقبرة.
التعصب صفة المجتمعات المتخلفة التي تكثر فيها الذهنية المتصلبة والساذجة التي تعجز عن فهم العلاقات المعقدة والمتكاملة، ذهنية غير متوافقة مع المتغيرات من حولها وتميل للإجابات النهائية القاطعة، وتؤذيها ألوان الطيف، فتنسحب من الحياة لتختار فسطاطا من اثنين لا ثالث لهما، ذهنية منغلقة لم تعهد المرونة والتسامح ولم تتدرب على الحوار والاختلاف، ذهنية متغطرسة تتميز بذاتها المتورمة.
لن نأمل كثيرا فالقادم أخطر ومن المتوقع تزايد مساحات التعصب في مجتمعاتنا المريضة التي لم تحرك ساكنا لوقف طوفان التعصب، فلا المدرسة ولا المسجد ولا الأسرة ولا القوانين ولا الاعلام يقومون بدورهم المنشود لتبديد سطوة ذهنية التعصب على أفراد المجتمع في عالم حديث يتطور سريعا وتتداخل فيه الثقافات على نحو يعصف بالذهنية المتعصبة فيزيدها اضطرابا وعجزا وقلقا وتطرفا. صلاح الساير
www.salahsayer.com
المصدر جريدة الانباء
قم بكتابة اول تعليق