صالح الشايجي: “كراكيش” الزينة


التفاؤل باستمرار الزواج غير الشرعي بين الحكومة الحالية ومجلس أمتها، هو نوع من مخادعة النفس وهروب من مواجهة الواقع وسماع النتيجة المدوية التي سيصك دويّها أسماع البعيد قبل القريب.
ومن جديد سيدعى لانتخابات جديدة ليأتي الحائكون يحيكون العباءة ذاتها ويلبسون البلاد تلك العباءة التي ستتسبب في تعثرها مثلما هو حادث الآن.

إذن نحن إزاء حالة جمود متكررة ونُقلّب نسخا ذات مضمون واحد لا يتجدد ولا يبلى.

ليس من مفاجأة ولا جدة، وليس ما يبعث على الفرح او يجدد دماء البلاد، بل ستعود «حليمة بكامل ازيائها القديمة»، مجلس ذو اغلبية شرسة لا تقيم وزنا لمصالح البلاد والعباد ولا تؤمن بالحرية ولا بالكرامة الانسانية ولا تقيم وزنا للدستور، وتسير على نهج تجهيلي تخريبي ..الخ!

هل يظن أحد غير ذلك؟ لا أظن أن احداً يجرؤ على ذلك، ومن يقل غير ذلك فليأت ببراهينه ويثبتها عمليا او نظريا على الاقل، فمادامت المؤديات نفسها فان النتائج ستكون هي ذاتها، وهذه معادلة علمية غير قابلة للنقاش ولا للنقض، ومازالت نتيجة 1 + 1 = 2 ولم تتغير منذ فجر التاريخ.

أردت من هذا السرد الموضوعي العقلاني والعلمي، ان اجدد الدعوة الى انتفاضة سياسية قوامها الرفض التام والمقاطعة الكاملة لانتخابات مجلس الامة ترشيحا وانتخابا وترك الساحة الانتخابية لأصحاب الهوى والغرض ومن هم مسيطرون على الحياة السياسية، وهذا نوع من معالجة الفساد بالفساد، والدواء عادة يستنتج من الداء او كما قال ابو نواس «وداوها بالتي كانت هي الداء».

هذه الدعوة محصورة في حملة الفكر الليبرالي والتقدمي والوطني ومن لم يلوذوا بالراية الفئوية البغيضة.

الذين لا يؤمنون بمثل هذه الدعوة يراهنون على نتيجة مباراة غير متكافئة الفريقين او كمن يراهنون على سباق في الركض بين الغزال والسلحفاة، ثم يفاجأون اذا ما فاز الغزال!

النتيجة معروفة ومحسومة من الآن وقبل ان يقرع جرس الاقتراع، فإذن ولإثبات وطنيتكم فان عليكم ترك الساحة السياسية وعدم المشاركة في الانتخابات حتى لا تكونوا شهود زور او مجرد «كراكيش» لتزيين تلك العباءة الكالحة!

katebkom@gmail.com
المصدر جريدة الانباء

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.