سعاد الصباح: يوم الوفاء للعجيري تكريم لمن أفنوا حياتهم في خدمة الكويت

أكدت الشيخة الدكتور سعاد الصباح أن الوطن الذي لا يعرف قدر العلم سيبقى خارج حدود التاريخ، مشيرة إلى أنه منذ رحلة النبي ابراهيم الأولى في الملكوت عرفنا أن العلم هو السبيل إلى اليقين، «ويكفينا من شرف العلم أن نكون في حضرة أستاذ جليل في احتفالٍ متوجٍ بالوفاء ومعطّرٍ بروح الإكبار والاحترام».

وأضافت خلال حفل تكريم الدكتور صالح العجيري أمس في المكتبة الوطنية أن الأقلام تحتار وهي تكتب عن أستاذ من أساتذة المدرسة المباركية وأعجز عن تعداد إنجازاته وأنا في مقام الحديث عن دوره المميز.

ولفتت إلى أنها جاءت لتكريمه عرفاناً يجب أن يُقدّم منه إليه فمن يساهم في صنع التاريخ، لن تنساه الضمائر، وإننا في حضرة بهاء المعرفة وتجليات العقل وصلابة الإرادة ومجابهة المحال إذ يتجلى تاريخ الوطن المخبوء في قلب رجل عرفنا به وبأمثاله أن الوصول إلى الرفاهية يبدأ بالتعب والسهر والسفر لعالم مدّ جناح علمه على الضفاف وفي الأعماق داخل الوطن وخارجه، فجعل للفكر مكانا الصدارة في القلوب والأذهان وكانت فكرة يوم الوفاء قبل مايقارب العقدين من الزمن ليكون تكريما لمبدعين في الوطن العربي أفنوا العمر في العطاء والعلم والإنتاج.

وبينت أنهم بدأوا الفكرة في عامها الأول بتكريم رجل التنوير في الكويت الاستاذ عبدالعزيز حسين ثم انطلقوا إلى المنارات العربية فكان تكريمهم التالي لشاعر البحرين الكبير ابراهيم العريض ثم نزار قباني في سورية، وثروت عكاشة في مصر، والأمير عبدالله الفيصل في المملكة العربية السعودية،والدكتور عبدالكريم غلاب في المغرب، وغسان تويني في لبنان. وأوضحت أن حفل اليوم للوفاء لرجل هو أقرب إلى الظاهرة الفريدة كان دوما الأحق بالمحبة وبالتكريم والاحتفاء باتفاق الجميع، وتزامنا مع الاحتفالية قمنا في دار سعاد الصباح بإصدار كتاب يرصد رحلة حياة العجيري علما وعملا وفكرا بمشاركة كريمة من أقرب أصدقائه اننا نريد لهذا الاحتفال بعالم الكويت الجليل أن يأخذ أبعاده الحقيقية ورمزيته.

بدوره تقدم الدكتور محمد الرميحي، بالشكر الى دار سعاد الصباح وراعيتها على العناية بأوجه عديدة من ثقافتنا وفتح مجال واسع للابداع الثقافي العربي المحلي.

وأضاف أنه من النادر ان ينطبق اسم على اسم كما انطبق صالح على صالح، فهو صالح في ثلاث، الظرف والعلم والمحبة، اما الظرف فله الكثير من الصوالح، اما العلم فلا حاجة لي أن اعيد ما كتبه كثير من العلماء عما حققه عمنا صالح في دراسة الفلك التي جمع فيها من التراث والعلم الحديث وهو الرجل الذي تعلمها بالذكاء والفطنة وبمنهجية علمية حديثة متميزة، اما المحبة فلا ارى اني اصفها امام جمع من محبيه ولكن لها بعد آخر فقد ربطته علاقة حميمة مع المرحوم الشيخ محمد فضل الله ان سافر وسكن عنده، وجاء رمضان والعيد توافق معه على المواعيد ترى هل هناك اكثر من هذه المحبة الذي يتعطش اليها مجتمعنا الكويتي اليوم؟

ومن جانبه قال مدير مكتبة الكويت الوطنية الدكتور حسين الأنصاري ان الدكتور صالح العجيري أثرى المكتبة العلمية الكويتية والعربية بالعديد من المؤلفات الفريدة في علوم الفلك والأرصاد الجوية وقدم العديد من الحلول العلمية للكثير من القضايا الفلكية، مشيرا إلى أنه نموذج يحتذى به في الإبداع والعطاء والتواضع.وأضاف أنه من الضروري تكريم العجيري لكونه قامة حمل رسالة العلم والمعرفة وعمل بكل ما اوتي من علم واجتهاد فأنار طريق العلم للاجيال وساهم في بناء الكويت، مشيرا إلى أن ما قدمه العجيري سيبقى قيمة علمية كبيرة لعلوم الفلك والأرصاد الجوية.

بدوره قال وكيل وزارة الاعلام السابق رضا الفيلي ان الدكتور صالح العجيري قامة شامخة حيث اصبح ظاهرة كويتية، مشيرا إلى تقديره للدكتور الشيخة سعاد الصباح لحرصها على تكريمها من خلال اصدار كتاب للعجيري من دار سعاد الصباح التي تحرص على نشر الثقافة في الكويت والاقطار العربية.

من جانبه قال المحتفي به الدكتور صالح العجيري الذي قال فيها لقد جئتكم من الماضي من مستهل القرن العشرين بلغت من العمر عتيا تجاوزت الثانية والتسعين وباق ثماني سنوات على المائة، ابصر بعين واحدة واسمع باذن واحدة، لا اقول انني اصبحت اميا لا اقرأ ولا اكتب وانما من ظن انه علم فقد جهل.

وشكر الحضور لهذا الحفل وسأل الله ان يوفقهم الى صالح الاعمال، كما شكر الشيخة الدكتورة سعاد الصباح «التي فاضت علي من فيض فضلها الشيئ الكثير ذلك انها اصدرت مجلدا يحكي قصة حياتي في ادبيات ثقافية، هكذا شأنها في عملها تحري الدقة والاصالة والجزالة، اثابها الله على اعمالها واطال في عمرها لتكمل مسيرتها الخيرة وان يوفقها لصالح الاعمال وانبل المقاصد والغايات.
وأضاف، في العقود الماضية كان التبادل التجاري بالليرة العثمانية التي كان يقال عنها اذا سقطت في كف أحد يشعر بالبركة ويكون مطمئنا في احواله لذا جهزت ليرة عثمانية صناعة جديدة بمواصفات قديمة لأسقطها في كف الشيخة الدكتورة سعاد الصباح.

رئيس تحرير مجلة العربي الدكتور سليمان العسكري قال في كلمة لانه لابد من الاشادة بمشروع الدكتورة سعاد الصباح فقد بدأت مبكرا كونها جزءا من عالمنا الثقافي العربي وشاعرة كبيرة اهتمت منذ سنوات بالمساهمة في دعم الحركة الثقافية العربية، منوها بالجوائز التي خصصتها في وقت مبكر باسمها وباسم الشيخ عبد الله المبارك
ولفت الى مشروع يوم الوفاء لتكريم رموز الثفافة والفكر في عالمنا العربي الاحياء وهي المرة الأولى التي تسن هذه السنة لتكريم الاحياء قبل مغادرة الدنيا، لافتا الى انه تشرف بان تم تكليفه من قبل الدكتورة سعاد الصباح للاشراف على الكتاب الأول لتكريم عبد العزيز حسين، معتبرا اياه اهم مرجع لتاريخ وحياة عبد العزيز حسين.

واعتبر دار سعاد الصباح نموذجا لكل من يساهم او يجب ان يساهم في خدمة الثقافة العربية من قبل القطاع الخاص لافتا الى ان لدينا في القطاع الخاص مؤسسات اغنى من دار سعاد الصباح وتأتيها المليارات سنويا الا انها لم تفكر حتى الآن في دعم الثقافة العربية. كما اعتبر ان صالح العجيري رمز كويتي يشع في الفضاء العربي، لافتا الى انه تم اغفال الدور الذي قام به واثبت من خلاله انه باحث ومدقق وعالم في التراث العربي والفكري داعيا كل من يريد الكتابة عن العجيري ان يعود الى رزنامته التي اصدرها في الخمسينات ويراجع ما كتب على خلفية اوراق الرزنامة من حكم واقوال وامثال وابيات من الشعر واجابة عن العديد من الأسئلة التي كانت تأتيه من العراق ومصر وسورية والخليج ويجيب عنها اجابات علمية دقيقة الامر الذي يؤكد انه باحث وعالم في ما يكتب.

 

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.