رب ضارة نافعة، ورب نافعة ضارة، وبين ضرر النافع ونافع الضرر يظل هناك خيط غير مرئي وتظل هناك مسافات لصرف التفكير ودرس العبر.
حكم الداو ليس اول خسارة مالية وسياسية ولسمعة الكويت في المحافل الاستثمارية فالخسارة على الرغم من فداحتها المالية تظل ضررها اقل من خسارة الدولة.
نحن خوفنا ان نخسر الدولة، وهناك من يعمل على هذا، يعمل على الاستيلاء على الدولة وتنصيب نظام يتوافق مع مقتضيات افكارهم وتوجهاتهم الحزبية..!!
خزينة الدولة قد تخسر الملياري دولار المطلوب دفعهما للداو، وهذه الخسارة على الرغم من سخونتها مقدور عليها وممكن تعويضها في ظل ارتفاع اسعار البترول الحالية.
ولكن ماذا عن خسارة الدولة بأموالها وثرواتها وسلطاتها؟! ماذا عن الزحف المنظم والخبيث من احزاب التأسلم السياسي على مقاليد ومقدرات الدولة. هل بقي شيء في الدولة الكويتية خارج سلطاتهم وقد باتوا القوة النافذة والمهيمنة في المفاصل المهمة والرئيسة في البلاد..؟!!
هل يجرؤ احد ان يتكلم أو ان ينتقد أو حتى يشير الى مواطن الخطر وينام في بيته بأمان واطمئنان من دون ان يطاله اقذع الاوصاف ويقصى عن حقه كمواطن..!!
ان الارهاب ليس بوضع المفخخات وغير ذلك من وسائل الارهاب والقتل التي تطال الابرياء. والحمدلله ان بلادنا ما زالت بعيدة عن تلك الوسائل، ولكن الهجوم الباطل والكيل بحق الوطنيين وتوصيفهم بالخيانة والعمالة وغيرها من الاوصاف التي تخالف الدين والعقل والضمير، وتخالف حق التعبير المواطن الحر الذي كفله له الدستور، فهل هناك ارهاب اعنف من هذا..؟!!
لقد تحالفت الحكومة منذ عقد السبعينيات الماضية مع احزاب التأسلم السياسي ولا سيما الاخوان المسلمون وفتحت لهم كل ابواب الدولة واطلقت ايديهم في التجارة والمال والاستثمار فأنشؤوا البنوك وشركات ذات الانشطة المتعددة والمتاجرة في العقار واحتكار الاراضي، وبعد ان تمكنت قوتهم المالية اتجهوا الى السياسة فكانوا اعضاء في السلطة التشريعية ووزراء في الحكومة، فصاروا حكاما في التشريع والتنفيذ فلا يخرج قانون أو قرار الا بمباركتهم وموافقتهم، انهم الدولة الخفية التي كانت تحكم خلف الستار. واما اليوم في ظل مباركة «الربيع العربي» قد ازاحوا الستار واسفروا عن حقيقتهم وعن وجوههم، وان غايتهم الحقيقية هي الاستحواذ على صولجان السلطة..!!
لقد قلنا وما زلنا نقول ان الكويت في خطر، وما علينا الا ان نعلق الجرس وننذر بالقادم، لقد بات هؤلاء غولا بعدما تضخمت قوتهم المالية والسياسية وتمكنوا من كسب القوى الشعبية لاسيما في الاوساط الشبابية والقبلية.
الكويت واقعة بين فكي التأسلم السياسي الطامع في السلطة والضغط الخارجي، فهل نعي خطورة المرحلة الراهنة فهل يتحرك اولو الامر قبل فوات الأوان؟!!
في 1990/8/2 عندما اختطف المشنوق صدام حسين وطننا بكينا ففزعت قوى الخير في العالم الى نجدتنا فاستعادت بفضل الله الينا وطننا الجميل فهذه المرة ان اختطف وطننا فمن يفزع لنا ومن يعيده الينا..؟!!
حسن علي كرم
المصدر جريدة الوطن
قم بكتابة اول تعليق