عبداللطيف الدعيج: تعنترتوا.. وتعبقرتوا

القوى الانتهازية، التي تسببت في حرمان الكويت من مشروع «الداوكيمكال» العملاق، ومعها الساذج من نواطير المال العام، يرتكبون حاليا جريمة اكبر من الجريمة الاساسية. ففي محاولة تبرير خمالهم أو فضح انتهازيتهم يحاولون استغلال الشرط الجزائي للتهجم على قياديي النفط، وإلقاء تبعات دفع الغرامة أو تنفيذ الشرط الجزائي عليهم. ومع الاسف فان حكومتنا ومعها الكثير من الطيبين واقعون تحت هيمنة هذا الطرح الغوغائي وتخويف وارهاب الاعلام «الطازة» صاحب الحناجر والمنابر والاكاذيب.

الشرط الجزائي ليس هو المشكلة وليس الاساس، الالغاء.. الالغاء.. الالغاء يا حكومة ويا بسطاء ممن لا تزالون تحت تأثير «الطازة» من الاعلام هو العلة، وهو السبب وهو المجرم الحقيقي. الالغاء وليس الشرط الجزائي هو ما تسبب في دفع الكويت الغرامة الباهضة.

ثم ماذا تعني الغرامة الباهضة! فداء للسذج من ابناء شعبنا ممن تصوروا انفسهم خبراء مال وصناعة.. وبتروكيماويات بعد! فداء لهم.. وعوافي على الحرامية كل ما خسرناه، فليس في خسارة مليارين على دولة دخلها النفطي بالمئات مشكلة. لكن المشكلة هي استمرار هؤلاء في الهيمنة على الساحة، وفي استمرار ضجيجهم وعويلهم للتغطية على منطق الشرفاء وايذاء الابرياء… وفي النهاية في دفعنا الكثير لتغطية تكاليف ذلك.

تعنترتوا، وتعبقرتوا وتأنشنتوا (اذا فهمتوا الاخيرة نعطيكم صك براءة) وألغيتم مشروعا تنمويا كان سيكون اللبنة الاولى في سياسة تنويع الدخل، والحجر الاول في التنمية المأمولة، والخطوة الاولى على طريق التقدم بعد قعود وضمور داما ثلاثين عاما. وبعد الالغاء ـــ رجاء لننسَ الشرط الجزائي لحظة ـــ تبين ان المشروع ناجح. وان الصراخ كان بلا مبرر، والعويل لا اساس له والتباكي على المال العام خطأ، لانه كان في الحفظ والصون. الآن بعد تكشف الحقيقة، هل من الممكن ان تبرروا لنا اساس المعارضة؟ لم تعارضوا لأن المشروع فاشل، وان كنتم فانتم غلطانين لأن شركة «الداو» مستمرة وناجحة في اعمالها رغم التخوين و«التوهيق» الكويتي. لم تعارضوا لأنكم تفهمون ولديكم تصور مستقبلي افضل مما لدى الغير، والدليل انكم تختبئون حاليا خلف الشرط الجزائي للنيل ممن اتهمتموهم زورا وحتى كذبا بتبديد المال العام. المعارضة كانت سياسية للعب دور البطولة، طالما ان «جدوى المشروع» في علم الغيب، والمعارضة كانت اجتماعية، فالكثيرون مع الاسف ليسوا مؤهلين للاستفادة من مشروع صناعي بهذا الحجم، والمعارضة كانت انتهازية لأن البعض كان يعتقد ان نصيبه من «الكيكة» يجب ان يبقى الى الابد.

لنضع الشرط الجزائي وطلابة الشرط الجزائي جانبا..رجاء، وفسروا لنا ووضحوا لنا وأشرحوا يا عباقرة المال والاعمال والصناعة النفطية الاسباب المنطقية لمعارضتكم للمشروع… شرط ألا تستخدموا كلمة. فانتم «فساد» بدونها صم بكم لا تفقهون.

عبداللطيف الدعيج
المصدر جريدة القبس

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.