خذ عندك رعاك الله، ودوِّن بشفافية وحيادية، ما أنجزته الحكومة، ويا حبذا لو كان لديك دفتر كبير ليتسع للمنجزات العظيمة التي قامت بها حكومتنا! وقبل أن تخطها بيمينك عليك أن تراعي الشفافية والحيادية في ما تكتب، ونحن هنا نركز على هذين المصطلحين، لأن استهلاكهما معا بلغ معدلا يفوق المتوقع وبشكل مذهل، بل وأصبحا علامة فارقة هنا حتى يخيل إليك أنك في بلد ينافس الدول الإسكندنافية في الشفافية والعدالة ولا تنسى معهما الرخاء!
ستحتار وأنت تكتب ولربما أخذت وقتا طويلا،وقد يتحرك قلمك ودون انتظار إلى السطر الأول مستهلا مداد حبره بالأزمة الإسكانية المتعمدة وعن كثرة الحلول المناسبة والتي بقيت في الأدراج دون أن ترى طريقها إلى أرض الواقع لعلها تخفف من حدة هذه الأزمة، والسبب يا أخا العرب، أن هناك مافيا ما زالت تراقب وتتابع عن كثب الشأن الإسكاني ولا تريد له أن يتزحزح عن مكانه قيد أنملة فمصالحها العقارية تقتضي بقاء الوضع كما هو، والتذمر الشعبي لامس الخط الأحمر فهناك غلاء حاد وغير معقول في أسعار العقارات والطناش الحكومي مشاهد للعيان وبدلا من إيجاد حل سريع لهذه الكارثة، يخرج علينا البعض من نواب الأمة، بمقترحات شعبوية انتخابية داعيا إلى زيادة بدل الإيجار وزيادة القرض الإسكاني متناسيا أن هذا الأمر سيزيد من تعقيد القضية الإسكانية ودخولها في نفق مظلم لا نهاية له والمتضرر الأول والأخير المواطن فقط!
المحك والامتحان الحقيقي أمام هذه الحكومة حل الأزمة الإسكانية، فلا عذر لديها اليوم،السيولة المالية متوافرة، والخطط والمشاريع جاهزة هي الأخرى، والشركات الوطنية العملاقة، تنتظر ساعة الصفر للبدء ببناء المدن والمناطق السكنية، والسؤال هنا، هل ستتحرك الحكومة نحو حلحلة الهم الإسكاني أم تبقى تراوح مكانها رهينة مافيا العقار؟!
مبارك محمد الهاجري
twitter:@alhajri700
المصدر جريدة الراي
قم بكتابة اول تعليق