الحريق الذي اندلع في مشروع بناء مبنى كليتي التربية والآداب في مدينة صباح الأحمد الجامعية في منطقة الشدادية أصاب الكثيرين، وأنا أحدهم، بالاحباط الشديد والحسرة والألم وليزيد من همنا نظرا لحجم المشاريع المتأخرة والمعطلة أو التي انقضى عليها دهر من الزمن دون أن ترى حتى النور. كما أن حجم الحريق الذي أصاب أكثر من 15 ألف متر مربع ما حدا بأكثر من 6 مراكز اطفاء للمشاركة في اخماده، يعطي صورة أولية عن حجم الخسائر التي أصابت المشروع وان كانت تقديرات الخسائر النهائية لم تحدد بعد حتى ساعة كتابة هذا المقال ولكن قدر الله وما شاء فعل.
ومع اندلاع الحريق وكعادتنا في تناقل الأخبار، أرسل صديق لي رسالة عبر (الواتساب) تعود لتصريح سابق لمدير جامعة الكويت الأسبق الدكتور عبدالمحسن العبدالرزاق عبر جريدة آفاق الجامعية في أواخر ثمانينات القرن الماضي يعلن فيها الموافقة من قبل الجهات الحكومية، برعاية أمير البلاد آنذاك الشيخ جابر الأحمد رحمه الله، عن تحديد منطقة الشدادية كموقع للحرم الجامعي الجديد وأن عملية الانتقال للموقع الجديد ستكون في بداية التسعينات حيث ستنتقل الكليات إلى الموقع بالتدريج. ومن المؤسف حقا أنه بعد مرور أكثر من عقدين من الزمن، لم تنتقل حتى كلية واحدة لهذا الحرم المنتظر!
وللتوضيح، فإنني لا ألقي باللوم لهذا التأخير على قياديي الجامعة فقط، فالبيروقراطية والروتين والاجراءات الحكومية والتسلسل الطويل للحصول على الموافقات وتعنت الجهات وعدم تعاونها وتهاون بعضها وعدم شعور البعض الآخر بالمسؤولية كلها كانت أسباباً ليست فقط لتأخر مشروع الشدادية فحسب، بل لتعطل عدد كبير من المشاريع وتأخر انجازها وتنفيذها ومشروع استاد جابر وجسر الصبية ومدينة الحرير والمدن الاسكانية كأمثلة فقط هي خير دليل على ذلك.
أما الجهاز القائم على المشروع وعلى رأسه د. رنا الفارس مدير البرنامج الانشائي في جامعة الكويت، فأنا متيقن تماما من حماسة أعضائه ومن حرصه على تنفيذ المشروع وانجاز أعماله كافة بالوقت المحدد ووفقا للتكلفة المقدرة وبالجودة المطلوبة ولا أشكك ولو بلحظة في حرصهم وتفانيهم في عملهم، الا أن هناك عددا من التساؤلات التي يتوجب عليهم الكشف عنها لتكون الحقيقة واضحة لجميع أفراد المجتمع وذلك بعد التحقق من حادثة الحريق بالكامل وبعد أن تهدأ الأمور وتعود إلى نصابها.
فالجميع مهتم بمعرفة الأسباب الحقيقية التي أدت إلى اشتعال الحريق في كلا المبنيين، وهل قام المقاول بتركيب نظام مكافحة الحريق، الذي يصاحب أعمال البناء عادة، كوسيلة وقائية للحفاظ على أمن وسلامة المبنى والعاملين فيه؟ ولماذا لم يعمل هذا النظام ان وجد في مكافحة الحريق؟ وهل يواجه المشروع تأخرا في أعمال التنفيذ أو أي أوامر تغييرية؟ وهل هناك أي خلافات بين كل من المقاول وجهاز الاشراف أو ادارة المشروع؟ وهل قام المقاول بالتأمين الكامل على المشروع والذي يغطي أي أضرار أو خسائر قد تصيب المشروع نتيجة للحريق أو غيره من المسببات؟
لعل الاجابة عن هذه التساؤلات وغيرها وبالعلن أمام وسائل الاعلام بعد أن تتضح الصورة حول الحريق قد تسهم في ازالة أي لغط واكب هذه الحادثة ويعيد الينا آمالنا في سرعة انجاز المدينة الجامعية المنتظرة!
إبراهيم أديب العوضي
Email: boadeeb@yahoo.com
المصدر جريدة الراي
قم بكتابة اول تعليق