تداعيات بلاغكم الأسود!

على البغلي
جريمة اقتحام مجلس الأمة بقيادة أعضاء في المجلس السابق تفاخروا بقيامهم بها في الأربعاء الأسود، فاقتها في الجرم جريمة الشروع في التغطية عليها، أو زرع بذور الشك في أركانها تمهيداً لطمطمتها.. وهي جريمة ما زالت تتفاعل على كل الأصعدة المحلية والإقليمية والعربية.. فارتكاب أعضاء مجلس الأمة أو أي برلمان في كل أنحاء العالم لجرائم أمر ليس بمستغرب، فهم بشر أتوا من خلفيات مختلفة، والبشر منهم من جبل على الخير ومنهم من جبل على الشر، منذ أيام قابيل وهابيل إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها! وهو أمر طبيعي، أما غير الطبيعي، فهي تصرفات من يفترض به أن يكون قدوة لمجتمعه الصغير ومجتمعه الكبير – وبالأخص منهم من بلغ العمر عتياً، وبالأخص منهم من يدعي التدين والتقى والورع، خصوصاً منهم من يتشدق باحترام الدستور والمال العام والقانون- ومحاولات هؤلاء الدؤوبة لتبرئة جماعتهم من جريمة اقتحام المجلس، فهذه هي الطامة الكبرى!
***
البلاغ الثاني سنطلق عليه «البلاغ الأسود» أقام الدنيا ولم يقعدها، يوم الثلاثاء الماضي اتصلت بي معدة الأخبار في محطة العربية الإخبارية، طالبة مني الظهور في أخبار الرابعة مساء، وفي فقرة المقال للتعليق على مقالي المنشور في القبس الثلاثاء الماضي عن الموضوع ذاته وبعنوان «عيب كبير… والخوان المفلسون!» فاعتذرت لضيق الوقت ولشعوري بالإرهاق لإعدادي الدفاع في الليلة السابقة عن قضية الدكتورة معصومة المبارك أمام المحكمة الدستورية في الطعن بنتائج انتخابات الدائرة الأولى.. لتعود المعدة وتصر على المقابلة وتعرض عليّ أن تكون عن طريق الهاتف.. فوافقت.
مذيع نشرة الرابعة وصل إلى الفقرة وطرح عليّ أسئلة عن رأيي بما حدث، فقلت رأيي الواضح أن تلك جريمة مشهودة بحق رمز ومرفق وطني يقدسه كل كويتي، ومحاولة المجلس بأغلبيته الجديدة طمس الموضوع هو عمل لا يقل إثماً عن تلك الجريمة.
فوجئت بأن هناك محاوراً آخر هو النائب جمعان الحربش سيشارك في الحوار الهاتفي.. وفوجئت أكثر بطرحه التسطيحي المبرر لتلك الجريمة والمؤيد للبلاغ الأسود، وإدانته للحركة الاحتجاجية التي مارسها بعض النواب برفع الأعلام السوداء، وصوّرها بالجريمة النكراء التي ستطبق عليها اللائحة، ويعني طرد أولئك النواب من الجلسة لمجرد رفعهم أعلاماً سوداء صغيرة!
ولم أتمالك نفسي بعد أن طلب المذيع مني الرد بالقول: إنني آسف لصدور هذا الكلام من مدرس جامعي، وفيه تحريض على ارتكاب الجرائم، وقول الحربش، بدخول الأعضاء يرافقهم الجمهور لمجلس الأمة كان دخولاً مسالماً وأجبروا عليه، ذكرني بما قاله المقبور «صدام حسين» الذي سمى غزوه الكويت وتشريد أهلها ومحوها من الخارطة «بدخول القوات العراقية للكويت»!.
طبعاً «الحربش» لم يعجبه هذا الكلام فأرعد وأزبد، وانتهت المقابلة.
***
للنائب جمعان الحربش الذي قال إنه لن يرد على هذا الإسفاف.. نذكره بخطبة أحد أركان مجموعتهم العصماء بعد الحادثة الشهيرة «لديوان – مطبخ» الحربش، قوله إن قوات الاحتلال الصدامي أثناء احتلال الكويت كان تعاملها أرحم من تعامل القوات الخاصة الكويتية مع رواد ديوان الحربش!! (ويوتيوب يشهد ع‍لى ذلك)، فقد زكى لا فض فوه قوات الاحتلال البعثية ومعاملتهم الوحشية للكويتيين من قتل واغتصاب وتدمير وهتك أعراض، على كم ضربة عصا طالت بعض رواد «ديوان – مطبخ!» الحربش.. «واعيباه»! أما احتجاجه على وضع بعض زملائه لأعلام سوداء بجانبهم، فنذكره بمنظره وهو يضع صورة ضخمة بجانبه للمملوح وليد الطبطبائي! كما نذكر البروفيسور الحربش بوضع جماعته من «نبيها خمس» وشاحات برتقالية حول رقابهم أثناء انعقاد جلسات المجلس، وأولهم كبيرهم الرمز أحمد السعدون، الذي ينهي هذه الأيام تاريخه السياسي بتضحيات جسام…!!
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

علي أحمد البغلي
Ali@albaghlilaw.com
المصدر جريدة القبس

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.