جولات أمير البلاد على “القبائل” عكست العلاقة التاريخية بين الحاكم والمحكوم

انعكست الأجواء الحميمية التي ولّدها قبول أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح دعوات أمراء وشيوخ وأعيان القبائل وزيارتهم في دواوينهم والسماع لمطالبهم، ولقاؤه مختلف فئات الشعب، على المشهد السياسي بمشاعر «مختلطة»، بين التفاؤل (الذي عَكَس العلاقة التاريخية بين الحاكم والمحكوم) والتفاؤل الحذر، ترقباً لقرارات وأحكام قضائية بشأن نواب سابقين وقرار المحكمة الدستورية الخاص بمرسوم الصوت الواحد التي سترسم شكل الخريطة السياسية المستقبلية.

ورغم مطالبات كل من التقاهم الأمير خلال جولته القبلية بالعفو والصفح عن «المخطئين»، في إشارة إلى من ينتظرون أحكاماً، سواء من النواب السابقين أو «المغردين» بالسجن نتيجة قضايا «الإساءة للذات الأميرية»، إلا أن الأمير صباح الأحمد أكد غير ذي مرة على ان القانون سيطبق على الجميع، وأن الكويت ستظل بخير، وهو الأمر الذي يؤكد ان لا شيء سيحدث قبل معرفة مصير مرسوم «الصوت الواحد» الذي مثّل الشرارة التي أشعلت النار بين السلطة والمعارضة.

ابتسامة الحضور
ولعل أبرز ما أفرزته تلك الزيارات، هو انعكاس «الابتسامة» التي لم تفارق كل من حضر الدعوات، على الأجواء السياسية، لتطفئ لهيبها، بعد نحو ستة أشهر من الشد والجذب غير المسبوق في ظل المحاكمات التي طالت نواباً وعشرات «المغردين» بتهم الإساءة للذات الأميرية، مما دفع بالشخصيات التي التقت الامير إلى التمني والطلب بفتح «صفحة جديدة» مع كافة أبناء الشعب الكويتي.

ومثّل شيوخ وأعيان القبائل من خلال تأكيدهم ان زيارات الأمير وقيادات من ابناء الأسرة لديوانيات القبائل تعبر عن التلاحم والصلة القوية بين أسرة آل الصباح والشعب الكويتي، وتكشف عن مدى الاحترام المتبادل بين القبيلة وأسرة الحكم، عدم الانصياع وراء «لهجة» التحدي التي أبدتها بعض أطراف المعارضة.

في المقابل شددت شخصيات كويتية على ان «هذه اللقاءات ليست بغريبة على سمو الأمير في التواصل مع أبناء الشعب الكويتي والتي تعكس مدى ارتباط سموه بشعبه»، إذ قال الوزير والنائب السابق د. محمد البصيري ان «جولات الأمير تشكل تواصلاً مباشراً بين سموه والمواطنين، مشيراً إلى ما تتمتع به الكويت من صف متراص ووحدة الكلمة والمجتمع»، كما أوضح الوزير السابق علي البراك ان «هذه اللقاءات تجسد مفهوم الأسرة الواحدة التي جبل عليها الشعب الكويتي والتواصل بين الحاكم وشعبه في سمة خاصة لمجتمعنا الكويتي تكرس مفهوم التعاون والتواصل».

مع وقف التنفيذ
في المقابل، ابتعدت المعارضة عن الساحة السياسية مؤقتاً، وأرجأت اجتماعاتها بما فيها ندوات ساحة «الإرادة» التي أعلنت عن تنظيمها كل يوم سبت حتى عشية حكم المحكمة الدستورية المقرر 16 الجاري بشأن مرسوم الصوت الواحد الذي كان «فتيل» الأزمة بين المعارضة والسلطة، وذلك بسبب الرغبة الشعبية بالابتعاد عن «منغصات» الأجواء الحميمية.

وليس بعيداً عن تلك الأجواء، فإن المخاوف الشعبية من انفجار الوضع مجدداً نتيجة تحصين المحكمة الدستورية لـ«الصوت الواحد» لاتزال ماثلة بل وبازدياد كلما اقترب موعد صدور الحكم، يوازيها مخاوف أخرى من نواب المجلس الحالي من إلغاء «الصوت الواحد» وحل مجلس الأمة.
جريدة البيان – الاماراتية

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.