إن من أسمى المعاني الإنسانية في دين الإسلام ومن روائعه السامية أنه دِين بِرّ ورحمة وموّدة. ولا شك أن جُل البِرّ الذي في ديننا الإسلامي الحنيف يذهب باتجاه الوالدين، ولقد ذكر الله جل جلاله برّ الوالدين في كتابه العزيز في مواطن عِدة، وهذا دليل عظيم على قدسية الوالدين عند الله تعالى وفي شرعه الخالد. قال الله تعالى: ((وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا. وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا. رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِن تَكُونُواْ صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُورًا)). سورة الإسراء 23-25.
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم أي العمل أحب إلى الله عز وجل؟ قال: (الصلاة على وقتها) قال: ثم أي؟ قال: (بر الوالدين) قال ثم أي؟ قال: (الجهاد في سبيل الله).
أحبابي القراء ليس المقام في هذه المقال أن أسرد لكم الآيات والأحاديث والأقوال التي تعني وتخص برّ الوالدين، فبرهما لا شك في تعظيم الإسلام والنفوس له، لكني في هذا المقال أردت أن ألفت أنظاركم نحو
(جائزة البغلي للابن البار)، التي تقوم عليها مجموعة جميلة من أبناء الوطن، وعلى رئيس هذه المجموعة السيد إبراهيم البغلي الراعي الرسمي لجائزة الابن البار، والسيد علي حسن رئيس اللجنة العليا للجائزة مدير إدارة المسنين في وزارة الشؤون، هذه الجائزة الكويتية التشجيعية ذات المعاني السامية والأهداف العظيمة، التي قام على فكرتها ونشأتها والعناية بها وتحمل العناء والتعب والجهد الكبير مجموعة من الأخيار، الذين هم آمنوا بأن برّ الوالدين فضيلة تستحق أن يُسلّط عليها الضوء في مجتمعنا الكويتي، وأن يشترك بها أفراد المجتمع ومؤسسات الدولة على حدٍ سواء وكذلك مشاركة المؤسسات المدنية والجمعيات الخيرية، حتى تكون هذه الجائزة جائزة مهمة جداً على صعيد الدولة لما تحويه من أهداف شريفة نحن جميعاً بحاجة لها في دولتنا الحبيبة.
ولقد نمى إلى علمي للأسف بأن وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، لم تمد يدها الكريمة لمصافحة الأيادي الطيبة التي تعمل على خدمة جائزة البغلي للابن البار، وإزالة كل العراقيل التي تقف حاجزاً أمام هذه المسابقة الكريمة، فليس من المعقول أن تتعاون بعض الوزارات ومؤسسات الدولة والمؤسسات المدنية مع القائمين على هذه المسابقة وتبقى وزارة الشؤون بعيدة عن التعاون معهم! كلي ثقة وتفاؤل بالخير الذي تتحلى به الوزيرة ذكرى الرشيدي في أنها سوف تمد يد التعاون لجائزة الابن البار.
Twitter @alrawie
roo7.net@gmail.com
المصدر جريدة الراي
قم بكتابة اول تعليق