أحمد النبهان: “كيفي حلالي”.. مقولة بالية

في الدول المتقدمة تكون المصلحة العامة اهم واولى من المصلحة الخاصة، لان الفرد جزء صغير من المجتمع، والمجتمع يمثل الكيان الاساسي للدولة، ولكن في الكويت قد تستطيع من خلال جولة لا تتعدى الساعات القليلة ان ترى بعينيك العشوائيات الكثيرة، واقصد هنا العقارات القديمة المهملة او المتنازع عليها، تاركين قبح شكلها الخارجي يطغى على الشكل العام للمنطقة او الشارع، ومن ابرز تلك العمارات القديمة التي مضى على انشائها اكثر من 60 سنة دون تجديد او ترميم لشكلها الخارجي، العقارات التي تؤجر لفئة العمال والعزاب وهي كثيرة في المناطق الاستثمارية والتجارية، وحقيقة لا اعلم ان كان هناك قانون يجرم هذا السلوك ام لا، ولكن الذي اعلمه انه لا توجد خطوات تجاه تلك التصرفات، مما يزيد الامر تعقيدا واهمالا اكثر، ان الدور يقع على الجهات التشريعية في سن القوانين التي تجرم تلك السلوكيات من خلال الضرائب او التثمين الملزم، ويكون ذلك بالتنسيق مع الجهات التنفيذية والقانونية حتى لا تتضارب مع الجهات القضائية وتصبح المشلكة في خبر كان!

ولو بدأنا باحصاء تلك المناطق التي تكثر بها العقارات القديمة والمهملة، والتي يغلب عليها كثرة التجاوزات والمخالفات لوجدناها كثيرة من جليب الشيوخ وبنيد القار وحولي ومرورا بالسالمية حتى تصل الى منطقة العاصمة، التي تعتبر نبض اقتصاد الدولة من خلال وجود الكم الهائل من الابراج والمراكز الحكومية المهمة، واصبحت بعض المناطق تفتقد الشكل الجمالي المطلوب من خلال تخصيص المساحات الخضراء للحدائق العامة والمتنزهات، وكأن الناس هنا لا يحتاجون للمناظر الجميلة التي تكسر كثرة الكتل الخرسانية المتراكمة فوق بعضها البعض، ان دور بلدية الكويت يتطلب وضع جدول زمني يبدأ من منطقة العاصمة وجعلها منطقة نموذجية من خلال ازالة تلك العقارات القديمة بايجاد الحلول المناسبة مع ملاكها في أسرع وقت ممكن، وبإزالة منطقة صناعية شرق الى مكان اخر واعادة ترصيف الشوارع وتزيينها وتشجيرها وانشاء المسارح العالمية وقاعات الاوبرا الضخمة والكثير من المباني التي تترك بصمة حقيقية على شكل عاصمة المستقبل التي نطمح الى ان تكون مركزا ماليا وتجاريا على مستوى عالمي.

ان مقولة «كيفي حلالي» لا تتماشى مع عصر السرعة والتطور الصناعي والتجاري العالمي، واكبر دليل على ما نكتبه، عندما نرى التطور المذهل في دبي خلال سنوات قصيرة جدا، لان القائمين على تطوير دبي تعهدوا بإزالة كل العراقيل والمشاكل التي تقف في تطور دولتهم حتى وصلوا بها الى العالمية.

من المؤسف والمخجل جدا أن يحل عليك ضيف وتسكنه في فندق فخم ذي خمس نجوم ويتفاجأ عندما يستقيظ صباحا ويشاهد من نافذة الغرفة عمارة مهملة امامه وحبلا طويلا نشرت عليه ملابس وعمالا في السطح يحتسون الشاي، هذا الزائر لابد ان يتولد لديه رأي بأن الذي يتحدث كثيرا عن التطور والازدهار هو في الحقيقة يبيبع الوهم لا اكثر!

.. والله من وراء القصد

احمد النبهان

مدير عام شركة دوت كوم للخدمات العقارية

a.alnabhan@almoasher-re.com

almoasherdotcom@ للمتابعة في التويتر
المصدر جريدة القبس

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.