استقالة وزير المالية مصطفى الشمالي والحديث عن نية وزيري النفط والشؤون تقديم استقالتيهما يعني أن تدويرا حكوميا محدودا يطرق الأبواب وبقوة، خاصة مع نية استهداف لمزيد من الوزراء من قبل المعارضة، وهذا السيناريو يشبه تماما ما حصل لآخر حكومات سمو الشيخ ناصر المحمد عندما بدأ انفراط عقدها باستقالات متتالية.
وتشابه السيناريوهين هنا لا يعني أن نهاية الفيلم ستكون واحدة، بل بالعكس ربما تكون النهايتان مختلفتين تماما، كما حصل في الرواية العالمية «عربة اسمها الرغبة» عندما تحولت إلى فيلمين مصريين تم انتاجهما في العام ذاته، الأول حمل اسم «الراعي والنساء» لأحمد زكي والثاني باسم «رغبة متوحشة» لمحمود حميدة، فكان السيناريوهان متشابهين ولكن النهايتين مختلفتان.
ربما تستقيل حكومة سمو الشيخ جابر المبارك قبل نهاية الصيف، ولكن المبارك سيعود رئيسا للوزراء لسبب بسيط هو أن التوازنات السياسية والمعطيات الحالية لا تقبل سوى بهذا الحل، أو بالأصح لن تتوافق سوى ببقاء المبارك رئيسا قادما لمجلس الوزراء، على أي شكل وأي حال تستقيل الحكومة بسببه، وإن كنت أظن أن حكومة الصيف ـ كما أطلق عليها بعض الزملاء الكتاب ـ لن تتأثر سوى بتدوير محدود لن يتجاوز 3 الحقائب الثلاث.
والراغبون برحيل هذه الحكومة ورحيل جابر المبارك هم أنفسهم الداعون إلى تعليق مجلس الأمة، وليس فقط إلى حله حلا دستوريا، وقد سبق أن ذكرت قبل عام أن صراع بعض أبناء الأسرة بلغ العظم، والآن أعتقد أنه تجاوزه ودخل في عصب العظم نفسه، وما لم ينته هذا الصراع قريبا وقريبا جدا، فأعتقد أننا مقبلون على سنوات عجاف، فهذا الصراع على النفوذ والحكم والسلطة امتدت تأثيراته إلى كل أطراف البلد، إلى درجة شلت معها كل مفاصل البلد التي نأمل أن تتحرك باتجاه التنمية، غير أن بوصلة المتصارعين لا تشير أبدا إلى اتجاه التنمية.
لسنوات طويلة والصراع السياسي في البلد كل مخبوءا، والحديث عنه أشبه بالحديث المحرم، التابو، ولكن اليوم وبعد أن أصبح كل شيء مشاعا ومعروفا ومكشوفا ببركة السيد «إنترنت»، فالصراع أصبح منا وفينا، بل أصبحنا جزءا منه بغير رغبة منا وبغير رغبة من البلد، فانعكاساته خطيرة للغاية، وأخطر مما يتصور البعض من أنها مجرد صراع قوى تنتهي بانتهاء المسبب، بل هو صراع ممتد، ومتشعب، ومؤلم في نتائجه أيا كانت.
توضيح الواضح: اتقوا الله في البلد، فلم يعد بلدنا الصغير يحتمل شرارة صراع جديد.
Waha2waha@hotmail.com
thaar299@
المصدر جريدة الانباء
قم بكتابة اول تعليق