من أهم المشاهد التي تخللت مسرحية «باي باي لندن» مشهد شارد بن جمعة وهو يشرح لإحداهن عن الكويت فيقول لها إننا نملك البترول حتى اننا نسبح بالبترول، ووصل بنا الأمر إلى أن أطفالنا يرضعون البترول بدلا من الحليب.
وبعد مرور تلك السنوات تغير كل شيء في الكويت وأصبح لدينا بحر جديد مختلف عن بحر الخليج العربي وهو بحر السياسة الذي أصبح الجميع يخوض فيه حتى لو أنه يغرق تحت «دوش الاستحمام» ولو قدر للفنان عبدالحسين عبدالرضا أن يعيد تلك المسرحية لشرح ما يميزنا حاليا لقال لها ان أطفال الكويت أصبحوا يرضعون السياسة وإنهم جميعا إخوان بالرضاعة السياسية.
وليتنا اكتفينا بالحديث عن سياستنا المحلية ولكننا تعدينا على سياسات دول العالم وأصبحنا نطالبهم بتغييرها وكأننا أوصياء عليهم وهذا دليل واضح على أن الحليب الذي يتناوله ساستنا فاسد ولا يصلح للاستهلاك.
لقد أصبح أسرع طريق للشهرة في الكويت هو طريق السياسة وكل ما يطلب منك لدخول ذلك الطريق أن تشتم الآخرين، وفي حال أنك تخوفت من المساءلة القانونية فإنني أنصحك بالطريقة الأفضل وهي أن تقسم بأن لديك معلومات مهمة جدا عن أمر ما، وحين يطالبك البعض بكشفها فحينها أعلن أنك ستكشف عنها في الوقت المناسب وحتما أن الوقت المناسب سيحين في حال حصولك على هدفك بالكرسي الحكومي أو النيابي.
أدام الله السياسيين الذين يبحثون عن الصالح العام للكويت، ولا دام أطفال السياسة الذين يبحثون عن كراسي قبة عبدالله السالم.
saad.almotish@hotmail.com
المصدر جريدة الانباء
قم بكتابة اول تعليق