بعد الاستجواب الشهير، وخروجه من الكرسي الوثير، تكتك القطب الرياضي ووضع خطة قصيرة المدى لضرب الخصوم السياسيين وإفشال الحكومة الجديدة، واستخدامه بعض النواب لتحقيق أجندته في سعيه للعودة إلى الكرسي، الذي اهتز من تحته بعد الاستجواب المزلزل والذي قاده حماة الدستور الوطنيون وبقية قصة الاستجواب معروفة للكل، وما نراه اليوم، من حراك غير محمود، ينذر بالنزول إلى الدرك الأسفل من تمزيق لمكونات المجتمع وضرب هذا بذاك، وتحريض نواب وإعلاميين لضرب التيار الوطني في حركة غبية كشفت عمن يقف وراءها!… وهنا تتضح مدى الأنانية وحب الذات التي تملكت هذه الشخصية، والتي لا تؤمن مطلقا بالديموقراطية ولا بالرأي الآخر، وهذه حقيقة، وقد يقول قائل من حق هذا الرجل أن يسعى لتحقيق طموحاته السياسية وهذا لا جدال فيه، ما لم يستخدم سبلا غير مشروعة وأساليب تعف منها نفوس الأحرار، كالتشكيك في الذمم والطعن في تاريخ الشرفاء!
القطب، لعب لعبته، وساهم في إيصال من يريد من النواب إلى قبة البرلمان، وبالطبع رد الدين سيكون باهظا، وها هو يكاد أن يسيطر على رأي الغالبية، فبعض قراراتها وآرائها تنصب في مصب القطب ودون غيره من الأقطاب، فهل يتبرع أنصار الغالبية، لتفسير ذلك؟!
نحن هنا نقول رأينا بتجرد، ودون اندفاع، فالحكومة اليوم باتت في وضع لا تحسد عليه، أو قل في ورطة لا فكاك منها، غالبيتها البرلمانية أضحت هشة وقاربت على التفكك، لوجود تباين شديد في المواقف، والمضحك أن الغالبية انقلبت على الحكومة فأصبحا متضادين بعد أن كانا حليفين بالأمس القريب!
إذاً، ما يحدث يثبت حقيقة ما قلناه، من أن القطب ولا أحد غيره، من يهندس الأزمات ويضع لها البدايات والنهايات، لإيصال رسالة أن المسرح السياسي، أنا من يحركه، وأنا من يسبل عليه الهدوء والسكينة!
الوضع السياسي، قابل للانفجار في أي لحظة، فهناك أكثر من قنبلة موقوتة، وهناك أزمات قديمة جديدة، وهذا يعني أن طريق الصدام بين الحكومة وغالبيتها قد بدأ، وأن القطب الرياضي نجح فعلا في اختراق الغالبية، ولن ينتهي إلا بحل مجلس الأمة ورحيل هذه الحكومة، وهذه هي الغاية التي يقاتل من أجلها القطب للعودة إلى الساحة مظفرا محمولا بسواعد أنصاره من الدمى المتحركة من سياسيين وأبواق، تاريخها حافل بالتعدي على الدستور، وقوانين الدولة!
twitter:@alhajri700
المصدر جريدة الجريدة
قم بكتابة اول تعليق