ثمة يأس دائم وآخر مؤقت.
أما اليأس الدائم فلا وجود له بين ما سأكتب اليوم، ولكن لليأس المؤقت كل هذا المقال.
وضعنا الحالي الذي نعيشه يجب أن يجعلنا نقر بأن اليأس المؤقت هو سيد الحالة الكويتية الراهنة، فلا شيء ينبئ بغير اليأس من الخلاص من حالة التخلف والانكفاء والتراجع.
طبعا تفاءلنا وانا كنت أحد المتفائلين بالوضع السياسي الجديد الذي قرره وأقره وأوجده نظامنا الانتخابي القائم على الصوت الواحد للناخب في اختيار أعضاء مجلس الأمة، وكان تفاؤلنا مبنيا على أساس ان هذا النظام سيخلصنا من كتلة الديكتاتوريات الثقيلة التي هيمنت سنوات وسنوات على الوضع في الكويت والتي تراجعت فيها الكويت الى ما دون القاع، ولم يكن تفاؤلي في الحقيقة مبنيا على أساس واقعي بقدر ما كان نوعا من التبشير بالخير والتفاؤل بحدوثه وتمنيه ولتنشيط همم المقبلين على الترشح و«تخجيلهم» من تكرار سيناريوهات مجالس الذل السابقة!
ولكن «يا مطوطي بجليب» و«يا نافخا في قربة مقطوعة»، جاءت النتائج مخيبة للآمال، لا من حيث أسماء الناجحين في الانتخابات، ولكن من حيث نتائج العطاء والعمل الجاد على تغيير النمط الشائن والمزري الذي تعيشه البلاد.
جاء المجلس الجديد نسخة باهتة صامتة مما سبقه من تلك المجالس، ولنكتشف أن «الجماعة» عيونهم على النجومية والشعبوية وبحلقة العيون فيهم وتقديمهم في صدور المجالس وتركيز صورهم على صفحات الصحف! وبما أن الصحف لا يحركها الا «الشديد القوي» والنافر والشاذ من الأخبار ومستلزمات صناعة الخبر وتلميع النجم من خلال تسريب أخبار شاذة ومضحكة عنه، فان هذا اضطر الجماعة للجوء الى البهلوانية والشذوذ والغرائبية حتى يتمكنوا من وصول صورهم واخبارهم للصحف ويحققوا الشهرة المطلوبة، وكفى!
هذا لا يعني أنه ليس في الكويت مواهب ومبدعون، بل انه يعني ان الوضع الراهن يمنع المبدعين والخلاقين من دخول الساحة وممارسة ابداعهم في انتشال البلاد من كبوتها وإقالة عثرتها، لأن لهذا الانتشال والاقالة ثمنا باهظا لم تئن بعد ساعة دفعه!
اذن هي حالة يأس مؤقت، وليس يأسا دائما.
katebkom@gmail.com
المصدر جريدة الانباء
قم بكتابة اول تعليق