عبداللطيف الدعيج: طشار الفخار

دول مجلس التعاون الخليجي اعلنت انها ستتعاون على وقف ارهاب حزب الله، ان تكتشف دول الخليج المتعاونة ارهابية حزب الله امر ليس جديدا ولا غريبا، فنحن سبقنا دول الخليج المتعاونة والمتعاون معها من ارهابيين حقيقيين في هذا الاكتشاف، لكن الغريب ان احدا لم يكتشف ارهابية حزب الله الا عندما تدخل في حرب سوريا، علما بان حزب الله هو حزب سوري او شامي الاصل، وبينه وبين القصير، التي اثار تدخله فيها غضب المتعاونين حكاما ومحكومين في الخليج، بضعة امتار، اما الذين تدخل ضدهم من دول التعاون ومن بقية احبابها، فبعضهم لا تربطه صلة لا بسوريا ولا بأهلها.. اللهم الا وَهْم التدين والارتباط العقائدي.

لكن.. لن تعنينا حرب الفخار، فليكسر بعضه، ما يعنينا الا «يحوشنا الطشار»، والطشار هنا سيكون طشار دم والعياذ بالله، ما يعنينا بالدرجة الاساسية هو الا تندفع دول الخليج المتعاونة في التصدي لإرهاب حزب الله فتأخذ الكثير من الابرياء بالمعية، ومصدر قلقنا يعود الى ان حزب الله مرتبط عند الكثيرين، وفي مقدمتهم تعاونيو الخليج بالطائفة الشيعية، وقد خبرنا ولمسنا كيفية خلط تعاونيي الخليج، خصوصا في الكويت هنا، بين حزب الله والطائفة الشيعية عند حادثة بسيطة جدا هي حادثة «التأبين»، فكيف ستكون الحال الان والصراع والاحتقان الطائفي هو سيد الموقف؟

بعض دول التعاون الخليجي، او دول البترودولار هي الممول الرئيسي والوحيد في العالم كله للارهاب، بما فيه حزب الله، رغم ان الحزب يعتمد حاليا على التمويل الايراني، بعض تلك الدول رعت ودعمت على الاقل منظمات ارهابية.

والخوف هنا ان يتحول عداؤها او حربها على حزب الله الى اضطهاد وعداء للشيعة عموما، بل الخوف ان تعود اجواء الحرب العراقية الايرانية وظروف مسجد شعبان الى الحياة هنا في الكويت، فدول الخليج المتعاونة هي دول حكومات اكثر من الشعوب، وهي كما بينَّا ان بعضها من دعَم ويدعم الارهاب الحقيقي في عالم اليوم، لهذا فان من الصعب اطلاق يدها في حرب هي طرف اساسي فيها، بل هي من ساهم في اشعالها منذ بدء عمليات تصفية الثورة المدنية في افغانستان في بداية الثمانينات.

حكومات التعاون الخليجي، التي اعلنت بدء مكافحتها لارهاب حزب الله، لم تبد لنا وجهة نظرها في المجموعات التي تنافس حزب الله، ارهابا وتطرفا، والتي تعمل تحت امرة وطاعة هذه الدول في سوريا الان، بل هي في الواقع ابدت وجهة نظرها دعما بالسلاح والمال، لهذا يبقى السؤال المرعب: هل ستكتفي دول التعاون بمحاربة حزب الله.. ام ستمتد حربها لشمل كل من يدعمه.. وربما من يتعاطف معه؟.

عبداللطيف الدعيج
المصدر جريدة القبس

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.