عندما يكتب الكبار عن الكبار يجب أن ننصت، وعندما يكرم الكبار الكبار فاعلم أن الخير لا يزال قائما في بلدنا، وعندما تشرف قامة أدبية على كتاب يتناول قامة علمية فاعلم أنه سيقع بين يديك كنز من الكتابة، فالكاتب والمكتوب قامتان تزينان سماءنا، الأول طرزها بنجمات من الشعر، والثاني كشف سر النجمات.
بالأمس وصلني من الشاعرة الشيخة د.سعاد الصباح أمس إهداء أعتبره شخصيا واحدا من أهم الإهداءات الأدبية التي وصلتني على مدار الخمس سنوات الأخيرة، وكان كتابا أشرفت عليه شخصيا يتناول سيرة العالم الفلكي الأكثر شهرة د.صالح العجيري.
الكتاب الذي اصدرته دار سعاد الصباح جاء فاخرا في شكله ومضمونه وبحدود 315 صفحة وتضمن مقالات مطولة لمجموعة من الكتاب والأدباء والشخصيات التي عاصرت د. العجيري، لم يكن في مقالاتهم مدح كرنڤالي بشخصية وإن كان يستحق منا كل المدح، بل جاءت أشبه بالتوثيق، ليأتي الكتاب ككل كتابا توثيقيا لسيرة أهم قامة علمية في الكويت.
■ ■ ■
شكرا د.سعاد الصباح على الإهداء، والأهم شكرا على هذا التكريم المستحق لشخصية له بطريقة مباشرة أو غير مباشرة فضل على كل بيت في الكويت.
■ ■ ■
عرفت الدكتور صالح منذ 15 عاما، وأجريت معه أكثر من 7 حوارات مطولة، وطوال الـ15 عاما وأنا على تواصل معه بشكل أسبوعي خاصة وأنا المشرف على الصفحة الأخيرة ودوري الاتصال به لأخذ قراءته للطقس، حتى أصبحت أشبه بتلميذ يتلقى درسا أسبوعيا على يد هذا العالم وأستطيع القول انني بالفعل أصبحت أجيد قراءة الخطوط العريضة للطقس، لا أتنبأ بالأحوال الجوية لكنني أجيد قراءة الطقس بشكل لا بأس به، ما استطيع قوله بعد هذه السنوات التي قضيتها معه أنه لم يخطئ يوما في قراءته أو تنبؤه بالطقس، وهامش الخطأ لا يتعدى لديه 1%.
■ ■ ■
د.صالح العجيري كما أعرفه عن قرب لم تزينه شهادة الدكتوراه الفخرية التي حصل عليها عن جدارة واستحقاق، بل هو من زينها.
■ ■ ■
توضيح الواضح: دولة لا تكرم علماءها ومبدعيها… لا تستحق البقاء.
waha2waha@hotmail.com
المصدر جريدة الانباء
قم بكتابة اول تعليق