وهكذا يستمر هذا المجلس في إثبات بعده عن الواقع السياسي والاجتماعي للكويت وأهلها، فبعد شهور من العمل البرلماني الركيك والمضطرب والدوران المستمر في الفلك الحكومي، كملها بعض نواب الأمة في قيامهم بزيارة برلمانية تائهة لجمهورية إيران، ونحن بعد لم نستوعب تبعات الحكم على الشبكة التجسسية الإيرانية التي حرقت بفعلها كل أواصر السلم والصداقة بين الدولتين.
«نحن الجناح الدبلوماسي الآخر للدولة كبرلمانيين، سواء في إيران أو في الكويت لتعزيز أواصر الصداقة وتعميقها حتى بين شعوب المنطقة، ونقل الخبرات والآراء والأفكار بيننا وبين إخواننا في إيران، ونحن كبرلمانيين ممثلين لشعوبنا نحتاج الى ان نتعاون فيما بيننا ونناقش قضايا المنطقة، لأن أوضاع المنطقة واستقرارها تهمنا جميعا» انتهى.
تصريح رئيس الوفد الكويتي النائب أحمد المليفي وأنا أسأله: هل يملك الوفد الكويتي أساسا حرية اختيار المواضيع التي سيطرحها وسيصرح عنها في وسائل الإعلام أثناء زيارته وبعدها؟
يا ترى هل أخذ الوفد الكويتي معه نسخة من الحكم النهائي بإدانة الإيرانيين بالتجسس ضد مصالح الكويت العسكرية والنفطية على مدى عشر سنوات؟ هل أخذ الوفد نسخة من قرار إبعاد القنصل السياحي السابق في سفارة إيران بالكويت والمدبر الرئيسي لأعمال التجسس؟ هل أخذ الوفد معه عينات من الصواعق والمتفجرات المعدة للتفجير في أنابيب النفط الكويتية لنعرف أي صداقة وسلم سيتكلم عنهما الوفد الكويتي البريء؟
وبالمناسبة حيث تمر علينا بعد أسابيع قليلة الذكرى الرابعة للمفقود والمختطف الكويتي حسين الفضالة، هل سيناقش وفد الكويت قضيته مع إخوانهم برلمان إيران؟ هل سينقلون لهم الشواهد والأدلة على اختفاء حسين الفضالة وخطفه وليس فقدانه أو ابتلاع مثلث برمودا له في المياه الاقليمية المشتركة بين الكويت وإيران؟ هل سنسمع أن وفدنا الممثل للشعب الكويتي سيطلب نتائج التحقيق الإيرانية – إن وجدت – ومدى اجتهاد السلطات الإيرانية فى تقفي آثار المواطن الكويتي؟
طيب، وماذا سيناقش الوفد الكويتي عن مفاعل بوشهر النووي الذي لم يحلُ لجمهورية ايران الا ان تضعه مقابل دول الخليج العربي وتدور حوله شبهات سواء في نوعية اعماله او في كفاءته، فضلا عن وجوده فى منطقة قابلة للزلازل، عسى الله يبعد عنا شرهم جميعا.. ودنا نتشره عليكم، لكن نشره على من بالأساس؟ كل ما نقوله عسى أن تكون هذه آخر الزيارات البرلمانية لهذا المجلس.. والله الموفق.
وليد عبدالله الغانم
Waleedalghanim.com
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق