صلاح العتيقي: الإثراء بالعقائد

«قبح الله اناسا انتسبوا للإسلام فأكلوه وأكلوا به حتى أضاعوا كرامة الحق في هذا الوجود» هذه كلمات خالدة قالها المرحوم الدكتور محمد الغزالي في كتابه القيم (فقه السيرة).

من المؤسف حقا استخدام الدين للإثراء المادي وادخاله في لعبة السياسة، فالمعروف انه باللعب كل شيء جائز كالغش، واللعب تحت الطاولة وفوقها، والربح والخسارة وغيرها. الإسلام يحارب الإثراء بالعقائد والمتاجرة فيها والعلو بالأرض باسمها، قال تعالى في سورة هود «من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوفّ إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون» صدق الله العظيم. فالداعية الإسلامي يجب ان يتحلى بالعفة والنقاء وعدم الاكتراث بمباهج الحياة.

انتقدت أحدهم ممن اثروا من الظهور بالاعلام المرئي والمسموع، قال لي بالحرف الواحد «إن الاسلام لا يحارب التجارة وان سيدنا عثمان بن عفان كان من الأثرياء»، تعجبت من رده فلو قرأ هذا الدعي سيرة عثمان بن عفان لرأى انه من التواضع بحيث لا تستطيع ان تسمع صوته، وكان يعطي من حر ماله وتجارته، اما هو فيأخذ ولا يعطي وشتان بين الاثنين.

لقد ركب هذه الموجة كل من اراد الوصول للدولة، سواء كان من الاصوليين لاقامة دولة ثيوقراطية أو من أراد التكسب بالدين، مع الاسف لدينا نماذج نعرفها بالاسم اساءت للاسلام وحركة الاسلاميين لبست لباس الدين، واطلقت اللحية، وظهرت بوسائل الإعلام المختلفة، وادعت التصوف والتقى فحملها الناس الى مناصب عالية في الدولة املا في الاصلاح، ولكنها بعد ان تمكنت ظهرت حقيقتها فإذا هي ذئاب في ألبسة حملان، وفساد ليس له حدود. هؤلاء هم الذين قال تعالى عنهم في سورة «المنافقون»: «وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسندة يحسبون كل صيحة عليهم هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله انى يؤفكون).

د. صلاح العتيقي
المصدر جريدة القبس

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.