عزيزة المفرج: من أجل ذلك كله

كلما سافرنا الى الخارج، وسحنا في بلاد الدنيا، يتبادر الى ذهننا سؤال لا نجد اجابة له، ما الذي ينقصنا لكي نكون مثل غيرنا، ان لم يكن أفضل منهم، ولماذا لا نشاهد محاولات جديّة للحاق بالآخرين فيما يفعلونه من عناية واهتمام ببلدانهم. لماذا لا نزال نشاهد تلك الأنماط من الاهمال والتخلف ضاربة في مختلف أنحاء بلدنا، ونحن دولة غنية يا الله من فضلك، ولا نراه عند دول تعتبر أفقر منا بكثير؟ لماذا يكون كشك تليفون؟! في قرية صغيرة في أعلى جبل في قبرص جديدا وكأنه قد تم تركيبه للتو، فلم يخلع له باب، ولم يكسر له جهاز هاتف، ولم تمزق ورقة من دليل تليفوناته، بينما لا تستغرق مرافقنا العمومية بكل أنواعها زمنا طويلا لتتحول الى هياكل بشعة تثير الامتعاض والاستهزاء، وأيضا الحسرة؟ لماذا نرى الكراسي والمقاعد في ممرات الحدائق والشوارع في ماليزيا تتميز بالجمال والرقي، وقد اختيرت من أفضل المصانع، ونكتفي نحن بسقط المنتجات وقثائها، من تلك التي يسهل تحطمها وتكسيرها، على أيدي المتطوعين لعمل ذلك وما أكثرهم عندنا؟ لماذا نرى صناديق القمامة وحاوياتها في المطارات والمرافق العامة والشوارع في مختلف الدول تختار من أفضل وأحسن أنواع الألومنيوم، والستانلس ستيل، بل وتزين بالرسوم والألوان، ونكتفي نحن بتلك السلال البلاستيكية بخسة الثمن، التي لا يخلو منها مطارنا ومستشفياتنا، ومرافقنا العامة؟ لماذا نرى الحدائق والساحات والميادين عند غيرنا وقد تزينت بالنصب التذكارية، والنوافير الأثرية، ولا نرى في حدائقنا وساحاتنا ومياديننا ما يشبع عطش نفوسنا للابداع والجمال؟ لماذا لا تكون هناك دورات مياه عامة نظيفة، وراقية، يلجأ اليها الناس ساعة الحاجة، بدلا من تلويث مداخل العمارات، وحوائطها الجانبية، وأي شجرة أو نبتة تكون بمحاذاتها؟ لماذا لا تكون سواحلنا تبرًا، لا تجرح أقدامنا حين نسير عليها، ولماذا سمحنا بأن تصل مياه بحرنا الى تلك الدرجة من التلوث والقذارة و(الخيسة)؟ لماذا لم يكرّم شهداؤنا بشوارع تطلق اسماؤهم عليها، وهم من بذلوا حياتهم في سبيل الكويت؟ لماذا تظل العمارات القديمة الآيلة للسقوط واقفة، تطل بكل عناد وشموخ على شوارع عاصمتنا فتزيدها قبحا على قبح، ولا أحد يفعل ما يلزم؟ لماذا لا نملك مسرحا واحدا عليه القيمة؟ لماذا يتأخر تطوير جزرنا وأهمها جزيرة فيلكا لتصبح معلما مهما يزوره المواطنون وضيوف البلد؟ باختصار، ما الذي يمنع ان تكون الكويت جميلة؟ لدينا في البلد مجلس أمة ولدينا مجلس بلدي، ولدينا بلدية، ولدينا ناس تضع قوانين، ولدينا موظفون ينفذون تلك القوانين، ويخالفون من يتعدى عليها، ومع ذلك – شوفة عينكم – لا شيء يجري كما ينبغي، فأين المشكلة اذا؟ هل هي في القوانين، أم فيمن ينفذونه، أم في تدخلات ذوي المصالح الأنانيّون؟ هذه الأسئلة وغيرها كنت وما زلت أبحث عن اجابات لها، ولذلك قررت ترشيح نفسي لعضوية المجلس البلدي، وكلي أمل بان أنجح في ايجاد أجوبة شافية لأسئلتي، ومن يعلم ربما سنحت لي الفرصة للمساعدة في الاصلاح، فكنت ممن استطاعوا ان يفعلوا شيئا لبلادهم التي يحبونها.

عزيزة المفرج
almufarej@alwatan.com.kw
المصدر جريدة الوطن

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.