أرسى دعائم مملكة التمرد والاختلاف والسخرية والبهجة التي ضمت من بين رعاياها مخلوقات وكائنات كثرا متعددة الجنسيات والمشارب والطبقات الاجتماعية والثقافية. حاربت الريح في صفوف جنده وغردت العصافير تحرس مملكته التي كانت الكلمات من أهم صادراتها. رجل بحجم مهرجان حيثما حل تتراقص الاضلاع في الصدور وتشدو الحناجر ويتجمع المريدون والموهوبون، فتجد من بين الجالسين من حوله المغني الصعلوك والباحث النحرير ولابس الحرير والمعدم الفقير.
«المرقابي» سليمان الفهد، ابن المرقاب والكاتب الساخر المتمرد الذي حفر اسمه في ذاكرة الناس عبر ريادة صحافية وتجربة ثرية قاربت نصف القرن. المعلم العفوي الذي عرف عنه قدرته العجيبة على مصادقة تلاميذه من الموهوبين الباحثين عن فرص العطاء، فكان مجلسه الأدبي(حضرته) منصة لانطلاق عشرات الاسماء التي تبارقت أنوارها في سماء الإعلام العربي.
عاشق «برنامج الكشاف» يهاتفني على فترات متقطعة من مصر المحروسة فيعطي سماعة الهاتف لأحد مريديه وجلسائه يعبرون لي عن إعجابهم بالبرنامج، معماريين، موسيقيين، صحافيين وباحثين وسواهم، فمجلس الكاتب الراحل سليمان الفهد كان على الدوام مأدبة معرفية عامرة بالحياة والعطاء والدهشة.
رحم الله «العبد الفقير لله» سليمان الفهد.
www.salahsayer.com
المصدر جريدة الانباء
قم بكتابة اول تعليق