اللواء سليم إدريس : ما حدث في القصير قد يتكرر في حلب

طلب اللواء سليم إدريس من الاميركيين، في اتصال هاتفي مع أحد شيوخ الحزب الديمقراطي، سلاحًا مضادًا للدروع وللطائرات، وإلا قد يتكرر في حلب ما حصل للثوار في القصير.

و بعد معركة القصير، أجرى رئيس هيئة اركان الجيش السوري الحر اللواء سليم ادريس مكالمة هاتفية عاجلة مع عضو مجلس الشيوخ عن الحزب الديمقراطي بوب كايسي، الذي وصف المحادثة بالقول إن صوت اللواء ادريس نقل احساسًا حقيقيًا بالطابع الملح للوضع والشعور بالقلق.

وأضاف كايسي أن اللواء ادريس قال إن ما حدث في القصير يمكن أن يحدث في حلب. ولاحظ مراقبون أن المكالمة تشير إلى أن اللواء ادريس قرر أن هذا هو الوقت المناسب لممارسة الضغط بقوة أشد على واشنطن، من أجل دفعها إلى القيام بدور ذي معنى في سوريا.

ويرى مخططون أن سيطرة قوات النظام وعناصر حزب الله على مدينة القصير كلفت مقاتلي المعارضة موقعًا استراتيجيا قرب الحدود اللبنانية، أمضوا عامًا كاملًا في تحصينه بالألغام والمفخخات والأنفاق. وتستعد قوات بشار الأسد الآن لشن هجوم على مواقع المعارضة في حلب ايضًا. ويحذر محللون من أن تكرار ما حدث في القصير سيكون ضربة قاصمة للمعارضة من وجهة النظر الاستراتيجية.

في هذه الأثناء، اعلنت ادارة اوباما أن قوات النظام استخدمت اسلحة كيمياوية، وخصوصًا غاز سارين، على نطاق محدود ضد مقاتلي المعارضة مرات متعددة خلال العام الماضي. ويعني هذا أن النظام تجاوز الخط الأحمر الذي رسمه الرئيس اوباما في آب (اغسطس) العام الماضي.

ويأتي الاعلان عن اقتناع اوباما اخيرًا بتوافر دليل مؤكد على استخدام النظام السوري اسلحة كيمياوية، في وقت قال مسؤولون كبار في الادارة الاميركية إن قضية تسليح المعارضة استأثرت بالنقاشات رفيعة المستوى التي جرت داخل الادارة خلال الأيام القليلة الماضية، وفرضت على وزير الخارجية جون كيري أن يؤجل زيارته إلى اسرائيل من اجل المشاركة فيها.

ومن العوامل الأخرى التي تسهم في تشديد الضغط على واشنطن كي “تفعل شيئًا” أن الأمم المتحدة أعادت النظر بأرقامها السابقة عن ضحايا النزاع السوري إلى 93 الف قتيل، من 80 الفًا في منتصف مايو الماضي.

ونقلت مجلة فورين بولسي عن كايسي قوله إن اللواء ادريس أوضح له انهم لا يحتاجون إلى دعم أكبر فحسب، بل وإلى دعم محدَّد جدًا، هو اسلحة مضادة للدبابات ومضادات جوية. واضاف كايسي أن اللواء ادريس يقدر أن 5000 من مقاتلي حزب الله مستعدون للتقدم على حلب بمساعدة التفوق الجوي للنظام.

كان كايسي من أبرز اعضاء الكونغرس الداعين إلى تسليح المعارضة، وأسهم في إعداد مشروع قانون يجيز ذلك، اقرته لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ بأغلبية 15 صوتًا مقابل ثلاثة اصوات في مايو الماضي. وضغط ديمقراطيون آخرون في الكونغرس على البيت الأبيض للتحرك بشأن سوريا، بينهم رئيس اللجنة بوب منينديز وعضو لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب اليوت انغيل.

وقال كايسي انه خلال حديثه الهاتفي مع اللواء ادريس، شدد على أن الولايات المتحدة لا يمكن أن تبدو وكأنها تساعد جبهة النصرة، أو أي جماعة متطرفة أخرى، “وأن ادريس أوضح لي انه يتفق مع ذلك”.

في هذه الأثناء، اتسم موقف البنتاغون بالتردد حول ما إذا كان من الممكن لوجسيتًا إبقاء أي اسلحة تُرسل بعيدة عن أيدي المتطرفين في نزاع ينخرط فيه مزيج شائك من الفصائل والجماعات المعارضة. ولعل مقاتلي المعارضة يحتاجون إلى السلاح، وكايسي من المتحمسين لتسليحهم، لكن إيصاله اليهم مسألة أخرى، بحسب فورين بولسي.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.