حذر الرئيس السوري بشار الأسد أوروبا من إمداد مقاتلي المعارضة بالأسلحة مهددًا بأن العمق الأوروبي سيصبح أرضًا للارهاب. ورفض الأسد اتهامات الغربيين باستخدام أسلحة كيميائية ضد المعارضين.
و أكد الرئيس السوري بشار الأسد في مقابلة مع صحيفة المانية تنشر غدا الثلاثاء أن أوروبا ستدفع الثمن في حال قامت بامداد مقاتلي المعارضة السورية باسلحة.
وقال الأسد في المقابلة مع صحيفة “فرانكفورتر الغيميني تسايتونغ” التي اجريت معه في دمشق وبثت مقتطفات منها الاثنين “اذا قام الأوروبيون بإرسال أسلحة، فان العمق الاوروبي سيصبح (ارضا) للارهاب وستدفع اوروبا ثمن ذلك”.
وقال الأسد ان نتيجة تسليم اسلحة للمعارضة سيكون تصدير الارهاب. واضاف “سيعود إرهابيون إلى اوروبا مع خبرة قتالية وايديولوجية متطرفة”. ورفض الأسد اتهامات الغربيين ومفادها ان الجيش السوري استخدم اسلحة كيميائية ضد مقاتلي المعارضة.
وقال “اذا كان لباريس ولندن وواشنطن دليل واحد لهذه الاتهامات لكانوا عرضوها على العالم”. وشدد البيت الابيض موقفه من النظام السوري الاسبوع الماضي متهما اياه بوضوح للمرة الاولى باستخدام اسلحة كيميائية خصوصا غاز السارين في حربه ضد مقاتلي المعارضة.
وفي قمة مجموعة الثماني تريد الدول الغربية انتزاع تنازلات حول سوريا من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المصمم أكثر من أي وقت مضى على دعم نظام دمشق.
ميدانيًا، قتل عشرة عناصر من القوات النظامية السورية على الاقل في تفجير سيارة مفخخة ليل الاحد استهدف مطار المزة العسكري في غرب دمشق، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان اليوم الاثنين.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي لوكالة الأنباء الفرنسية “قتل عشرة عناصر من القوات النظامية واصيب عشرة آخرون على الاقل بجروح في تفجير السيارة المفخخة الذي وقع ليل الاحد قرب مطار المزة”.
وأوضح ان دوي التفجير سمع في ارجاء عدة من العاصمة، وتبعته اصوات انفجارات صغيرة “يعتقد انها ناجمة عن صواريخ محلية الصنع اطلقها مقاتلون معارضون” في اتجاه المكان. وكان الاعلام الرسمي السوري افاد ليل امس عن “محاولة ارهابية لاستهداف مطار المزة العسكري”، من دون ان يقدم تفاصيل اضافية او حصيلة للقتلى او الجرحى.
وأشار عبد الرحمن الى ان مطار المزة، وهو اكبر المطارات العسكرية في سوريا، “يوازي من حيث الاهمية مطار دمشق الدولي. انه المطار الذي يستخدمه (الرئيس) بشار الاسد في تنقلاته وكذلك ايضا كبار مسؤولي النظام والقادة العسكريين”.
وتتولى حماية المطار الفرقة الرابعة في الجيش السوري التي تعتبر من اقوى الفرق العسكرية وهي مكلفة بحماية دمشق ومحيطها ويقودها ماهر الاسد شقيق الرئيس. واشار عبد الرحمن الى ان “زجاج مساكن الفرقة الرابعة القريبة من المطار تحطمت بسبب قوة التفجير”.
ويعود آخر تفجير في العاصمة السورية الى 11 حزيران (يونيو) الجاري حين استهدف انتحاريان مركزا للشرطة في حي المرجة (وسط)، ما اودى بحياة 14 شخصا. من جهة ثانية، تعرضت أحياء في جنوب دمشق لقصف بالطيران الحربي والمدفعية التابعة للقوات النظامية. وقال المرصد ان الطيران قصف مرات عدة “مجمع القدم الصناعي”.
كذلك، افاد عن تعرض حي الحجر الاسود المجاور للقدم لقصف مدفعي من القوات النظامية صباحا، بعد ساعات من اشتباكات بين مقاتلين معارضين وقوات نظامية في حيي جوبر (شرق) وبرزة (شمال) اللذين تعرضا للقصف.
وبعد الظهر، افاد المرصد عن اشتباكات على اطراف مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في جنوب دمشق. كما اشار الى سقوط قذيفتي هاون على ساحة العباسيين القريبة من حي جوبر (شرق)، من دون ان تؤديا الى اصابات.
وتضم الاحياء الواقعة على اطراف العاصمة السورية جيوبا لمقاتلي المعارضة، وتتعرض في شكل دوري للقصف تزامنا مع اشتباكات في محاولة من القوات النظامية للسيطرة عليها بشكل كامل. وفي محيط العاصمة، تدور اشتباكات عنيفة في المنطقة الواقعة بين السيدة زينب (جنوب غرب دمشق) وبلدة البحدلية القريبة منها، بحسب المرصد.
من جهته، أفاد التلفزيون الرسمي السوري ان القوات النظامية “لاحقت اليوم مجموعة إرهابية جنوب السيدة زينب باتجاه البحدلية في ريف دمشق” ما ادى الى مقتل عدد من افرادها. وتضم منطقة السيدة زينب مزارا شيعيا يحمل الاسم نفسه. وأقر حزب الله الشيعي اللبناني في فترات سابقة بان مقاتلين منه يتولون “الدفاع” عن هذا المقام.
وأدت اعمال العنف الاحد الى مقتل 112 شخصا، بحسب المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا ويقول انه يعتمد للحصول على معلوماته، على شبكة من الناشطين والمصادر الطبية في مختلف المناطق السورية
قم بكتابة اول تعليق