فاطمة حسين: وهدأت العاصفة

لم يسبق للكويت ان انشطرت بين نقيضين قاعدة الهدوء وقمة الثورة كلاهما ينظر للآخر وينتظر ان يجذبه باتجاهه ونبقى نحن المتفرجين ندعو الله عز وجل ان يهدي الطرفين الى سواء السبيل حتى جاءت كلمات سمو الأمير حول الموضوع هادئة ساكنة وبشجاعة تمكن من تغطية بركان من القلق كان يحتضنه في صدره كأب لهذا الوطن وأب لشعبه وحاضن للكبير والصغير، وقائد للمسيرة الديموقراطية التي يتمناها ان تظل متجهة الى الامام دوما وابدا ونحن معه.
جاء خطاب سموه انتصارا للنظام المؤسسي – كما وصفه د.شملان العيسى («الوطن» 2013/6/18) اما انا فرأيت فيه سهما حانيا لكل من تسبب في اثارة وتراكم الغبار على اكتافنا – وهم اخوة ومحترمون – كما ساهموا في تشكيكنا بمسارنا الديموقراطي الذي ارتضيناه واجلسونا على بساط انشطر ما بين محاسبة الذات ولومها ولوم الظروف حتى جاء سموه وأعادنا الى بساط الاطمئنان عبر ارتضائه وترحيبه بحكم المحكمة الدستورية فله منا الثناء والولاء وليحفظه الله ذخراً لنا ولابنائنا واحفادنا لنبقى معه دوما في دائرة المحبة والرحمة – كما ذكرها – واحمد الله حمدا كثيرا على اظهار الحق مما جعل بعض المنعزلين يعودون الى حضن الوطن الذي افتقدهم مثل (التحالف الوطني) وغيره من الافراد والجماعات. لذا اهنئ نفسي واهنئكم بهدوء العاصفة.
٭٭٭
لعل من نافل القول بأن اروع التجارب هي ما يمكن ان يأتي بثمرة نافعة والثمرة النافعة لا تأتي الا بعد طيب غرس.
لذلك اعتقد ان تجربتنا مع المجلس الاخير (2013/2012) منذ اعلان الصوت الواحد مرورا بصراخ المقاطعات واصرارا على المشاركة على الرغم من كل المطارق الظالمة التي اوجعت رؤوسنا وكادت ان تصل الى ضمائرنا لولا يقظة عقولنا – والحمد لله – انما هي جديرة بالاهتمام كغرس طيب قرب ما بين الناخب والنائب في مواجهة التحدي الجديد مما اوصلنا الى تجربة فريدة في عملية تقريب المواطن من اوجاع وطنه كقضية عامة وليست خاصة به واوجاع المجلس ذاته فما كان يخفى علينا شيء بما في ذلك السلوك العام للنائب والتعاطي مع واجباته ولا اظن – شخصيا – ان مجلسا من مجالس العشرين سنة الماضية – بعد التحرير بالذات – يمكن ان يتفوق على مجلسنا الاخير وفي مواقع اربعة بالذات.
1- الحرص على التوقيت باحترام وقت الآخرين، و2- الالتزام بالحضور الكامل التام والشامل من بدء الجلسات حتى ختامها سواء في ذلك كانت الجلسة تحت قبة عبدالله السالم أو ضمن اللجان، و3- الرقابة والمتابعة وبدقة لكل مطالب المواطنين عامة والحرص على تعديل المسار، و4- انجاز ما عجز عنه الآخرون من قبلهم وتركوه في الادراج.
بصراحة ارحب ترحيبا حارا بتحصين الصوت الواحد اولا، واتمنى ان يعود لنا من ذاك المجلس ثلثه أو ربعه لأننا نحتاج الى (خميرة) للعجين القادم حتى نطمئن على حرارة الحماس والتسابق في المتابعة والانجاز بذات الحيوية والنشاط.
نعم، هدأت العاصفة برضا من ينشد الرضا وزعل من يستمتع بالزعل وغضب من يعشق الغضب، فما هي الا اسابيع قليلة ونستضيف جميعا شهر رمضان المبارك، الذي سوف تمتلئ فيه السفرة السياسية بالهريس والتشريب وعلاقة الحلويات بأمراض السكر متطلعين بانتظار اليوم الذي سنحمل فيه بطاقاتنا الشخصية لنختار من يمثلنا في المجلس القادم مؤمنين بأن مسار الحياة هو هو ماضيا وحاضرا ومستقبلا نتمنى ان نعيشه تحت مظلة الحق والعدالة في رحاب الدستور والقانون بالنصر والانتصار للديموقراطية.

هي الدكتورة ميمونة العذبي الصباح

ما كان غريبا عليها تطويقي بسلسلة من الذهب الخالص مزدانة بلآلئ أقوالها.. لأنها من ذات المعدن وهي لا تعرف سواه.
كريمة يا ابنة الكرماء.
معك ومع الجار سليمان ماجد الشاهين نغرس اليوم غرسا نتمناه ان ينبت ويزهر ويزدهر – ان وجد آذانا صاغية وهي ايتها الغالية كثيرة لكنها تعشق عدم الاعتراف.. ولكنها سوف تصحو في يوم أو في شهر أو في سنة (فلا يضيع حق وراءه مطالب) وسنبقى بالانتظار.

فاطمة حسين

المصدر جريدة الوطن

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.